| موعد بداية رأس السنة القبطية الجديدة.. هل ينتظرنا «عام كبيس»؟

يوافق اليوم 11 سبتمبر، بداية التقويم المصري القديم الذي يقدر عمره بأكثر من 6000 عام، والذي يستمد منه التقويم القبطي الحالي، إذ يعتبر من أوائل التقويمات في التاريخ، وكان يعتمد على الدورة الشمسية التي تبلغ 365 يومًا في السنة.

قصة التقويم المصري القديم

يحكي المهندس عصام جودة المدير التنفيذي للجمعية المصرية لعلوم الفلك، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك يحكي لـ«»، قصة التقويم المصري القديم، موضحا أنه كان يتم ضبطه قديمًا مع بداية الفيضان، ومن خلال متابعة النجوم وجدوا أنّ بداية العام يتواكب مع شروق ألمع نجم في السماء، الذي يعرف بـ«الشعرى اليماني»، الذي عُرف في اللغة المصرية القديمة باسم «سوبدت»، فارتبطوا به، ومع ظهوره في السماء كل عام عند شروقه الاحتراقي يُصبح بداية العام القبطي قديمًا: «في الأول مكانوش عارفين طول السنة قد إيه، فكان أول ما يشرق يحسبوا سنة جديدة، وبعدين حسبوها في الوقت ده 365 يوم، فعملوا التقويم القديم يبدأ مع الشروق الاحتراقي لنجم الشعرى اليماني، وطول السنة 365 يوم».

يضيف «جودة»، أنه بعد فترة لاحظ المصري القديم تزحزح السنة وتغير مكانها نتيجة زيادة ربع يوم على العام، فقاموا بتصحيح الحسابات السابقة للعام، بإضافة ربع يوم على العام، بما يعادل يومًا كاملًا كل 4 أعوام، وهي الطريقة التي تحتسب بها «السنة الكبيسة» خلال التقويم الحالي، ونظرًا لبعض الحسابات التي لم يتم علاجها بأثر رجعي، تسبب ذلك في بداية العام المصري القديم يوم 11 سبتمبر، وفقا لتقويمنا الحالي.

بعد ذلك قسّم المصريون كل شهر في العام إلى 30 يومًا، ليكون بذلك مجموع أيام العام 360 يومًا، ثم أضافوا شهرا صغيرا «النسيء» يمثل 5 أيام، لتزيد السنة إلى 365 يومًا في السنة البسيطة، وأطلقوا عليها أيام الآلهة التي ولد فيها الآلهة الخمسة «أوزورويس – إيزيس – نفتيس – ست – حورس»، ثم أضافوا إليها يومًا سادسًا كل أربع سنوات لتكون السنة الكبيسة.

ويعتبر 11 سبتمبر آخر يوم في العام القبطي الحالي 1739، وهو أيضًا يوم 6 نسيء باعتبار هذا العام «كبيسًا»، ليبدأ عام 1740 يوم 12 سبتمبر، إذ يقول عصام جودة: «هترجع تظبط تاني في فبراير 2024، لأنّ السنة دي هتكون كبيسة وفبراير هيكون 29 يوم، فترجع السنتين يظبطوا مع بعض تاني وترجع السنة تبدأ تاني من يوم 11 سبتمبر».

كيفية احتساب السنة الكبيسة في التقويم القبطي

يتم احتساب السنة الكبيسة في التقويم الميلادي، إذ كانت السنة الميلادية تقبل القسمة على الرقم 4 دون باقِ تعتبر سنة كبيسة مثل عام 2022 وعام 2024، أما القبطي يتم احتسابها من خلال ربع اليوم الزائد، يكون العام الأول 365 وربع يوم فتكون سنة بسيطة، والسنة التالية تكون 365 ونصف يوم فتعتبر أيضًا سنة بسيطة، أما السنة الثالثة تكون 365 وثلاث أرباع اليوم، وبذلك اقتربت من العام الكامل، فاعتبروا السنة الثالثة هي الكبيسة وليست الرابعة: «عشان نعرف دي سنة كبيسة ولا لأ بنطرح منها 3 وبنقسمها على 4، ولما نطبق ده على عام 1739 هنلاقيها بتقبل القسمة فنلاقيها سنة كبيسة».

ويبدأ العام القبطي الجديد يوم 12 سبتمبر، الذي يوافق 1 توت 1940 قبطي، ويعتبر «توت» عند القدماء المصريين ري الأراضي استعدادًا لزراعة القمح الذي يبدأ في «بابه»، فيقول المثل القديم: «في توت إروي ولا تفوت»، في إشارة لعدم تفويت الري في وقت الفيضان، وفي مثل آخر يقال: «توت يقول للحر موت» في إشارة إلى انكسار الموجة الحارة وبدايات فصل الخريف».

ويوافق بداية العام القبطي أيضًا الاحتفال بعيد النيروز، إذ يعتبر عيد النيروز عيد رأس السنة المصرية، هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، حيث أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou (نى – يارؤو) = الأنهار، لأن ذاك الوقت من العام هو موعد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة فى مصر.