المذنب نيشيمورا
يستعد عشاق الفلك وهواة رصد الأجرام السماوية خلال الأيام القليلة المقبلة، لـ ظاهرة المذنب نيشيمورا C/2023 P1، الذي يتوقع خبراء الفلك أن يكون مرئيًا بالعين المجردة، ويمكن رصده في السماء ما قبل الفجر في برج السرطان، ومن ثم برج الأسد حتى اليوم الثالث عشر من سبتمبر، عندما سيصل إلى أقرب مسافة من الأرض وبعد ذلك يمكن رصده في السماء بعد غروب الشمس مباشرة.
ظاهرة المذنب نيشيمورا
وبحسب المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإنّ ظاهرة المذنب نيشيمورا هي ظاهرة نادرة، نظرًا لأنّ الأرض لم تشهد زيارة هذا المذنب من قبل وبالتالي لا نعرف مدى سطوعه، إلا أنّه يظهر حاليًا عبارة عن بقعة خافتة من خلال المنظار، ومن المتوقع أن يكون في أقرب مسافة إلى الشمس في اليوم الثامن عشر من سبتمبر، وهو اليوم الذي يجب أن يكون فيه في ذروة سطوعه إذا لم يتفكك تحت تأثير حرارة الشمس.
ويحصل مراقبو السماء على فرصة نادرة ومثيرة لرؤية مذنب بالعين المجردة في تجربة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، وفقًا لعلماء الفلك، إذ تم اكتشاف المذنب نيشيمورا في أغسطس فقط، ولكنه سيكون أقرب إلى الأرض خلال أسبوع، قبل فجر يوم الثلاثاء 12 سبتمبر.
والمذنب نيشيمورا الذي يسافر عبر الفضاء بسرعة 240 ألف ميل في الساعة، مرئي بالفعل بالعين المجردة، وفقا للأستاذ براد جيبسون، مدير مركز EA ميلن للفيزياء الفلكية بجامعة هال.
وبحسب صحيفة «independent»، قال البروفيسور «جيبسون» إنّه يمكن رؤية نيشيمورا حاليًا في الساعة التي تلي غروب الشمس والساعة التي تسبق الفجر من خلال النظر من الشرق إلى الشمال الشرقي باتجاه الهلال والزهرة، مُضيفًا: «يستغرق المذنب 500 عام للدوران حول النظام الشمسي، وتستغرق الأرض عامًا واحدًا، ويمكن أن تستغرق الكواكب الخارجية عقودًا عديدة».
ويقول البروفيسور إنّ مذنب هالي، الذي أثار الكثير من الاهتمام خلال آخر زيارة قريبة له إلى الأرض في عام 1986، يستغرق 76 عامًا للدوران حول النظام الشمسي، لذا فإن القول بأن هذه فرصة العمر لرؤية نيشيمورا ليس من قبيل المبالغة.
وأضاف البروفيسور جيبسون أنّ المذنب نيشيمورا يمكن رؤيته بالفعل، لكنه سيكون على بعد 78 مليون ميل من الأرض في 12 سبتمبر، وينبغي أن تكون هذه أفضل فرصة لرؤيته بالعين المجردة، وفي المتوسط، تتاح للناس فرصة رؤية مثل هذا المذنب بالعين المجردة مرة واحدة كل عقد، وهذه فرصة نادرة ومثيرة.
وتم تسمية المذنب C/2023 PI على اسم المصور الفلكي الياباني هيديو نيشيمورا الذي سجله عندما كان يلتقط صورًا طويلة التعريض للسماء بكاميرا رقمية في 11 أغسطس.
يتراوح قطر المذنب من بضع مئات من الأمتار إلى ميل أو ميلين
وقال البروفيسور جيبسون إن المذنب نيشيمورا سيمر بالقرب من الشمس في 17 سبتمبر، حيث سيكون على بعد 27 مليون ميل فقط، ولا يزال العلماء يحاولون تقدير حجم نيشيمورا، لكن البروفيسور جيبسون يعتقد أنّه يمكن أن يتراوح قطره من بضع مئات من الأمتار إلى ميل أو ميلين.
ويعتقد «جيبسون» أن المذنب يمكن أن يكون مسؤولا عن تساقط الشهب السنوي المسمى Sigma-Hydrids، والذي يحدث في ديسمبر من كل عام، لافتًا إلى أنّ المذنبات عبارة عن قطع من الجليد والصخور خلفتها عملية تكوين النظام الشمسي قبل ما يقرب من خمسة مليارات سنة، وعندما يقتربون من الشمس، يؤدي ذلك إلى تسخين المذنب، مما يؤدي إلى تحرير غاز جليدي يمنحهم ذيلهم المميز.
وقال «جيبسون» إنّ الشمس تحرر جزيئات صغيرة من الغبار والصخور من المذنبات عندما يمر مذنب بالقرب منها، وفي كل عام تمر الأرض عبر هذا الحطام، مما يؤدي إلى زخات نيزكية، وبحسب البروفيسور جيبسون، لا يوجد خطر من اصطدام نيشيمورا بالأرض، حيث رسم علماء الفلك بعناية مداره وسرعة سفره.