العاصفة دانيال
في الوقت الذي تشير بعض التقارير إلى دخول إعصار دانيال إلى مصر صباح اليوم، ضعيف التأثير، نشر موقع «space» الأمريكي فيديو زعم أنه التقط قبل ساعتين للإعصار وهو بالصحراء الغربية على حدود مصر وليبيا، مؤكدا أن الأقمار الصناعية رصدت الإعصار المتوسطي النادر والمدمر «دانيال» يحوم فوق الصحراء الكبرى.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن العاصفة التي تسببت في فيضانات كارثية في اليونان وليبيا، لا تزال توجد على الحدود بين مصر وليبيا بالصحراء الكبرى على حد وصف الموقع، ونشر الموقع صورا بالتاريخ والتوقيت التقطها القمر الصناعي يظهر بها وجود إعصار ذي سحابة بيضاء أو كما أطلق على الظاهرة اسم «الدواء» تحوم فوق الصحراء الكبرى باللون البني المحمر.
(الصورة الأولى) لإعصار فوق الصحراء الكبرى على الحدود بين مصر وليبيا رصدها القمر الصناعي الأوروبي Sentinel- 3 في 11 سبتمبر 2023.
العاصفة تشكلت في الأصل فوق اليونان في 4 سبتمبر الماضي
وكانت الأقمار الصناعية قد رصدت في وقت سابق إعصارا نادرا في البحر الأبيض المتوسط، أو عاصفة، تحوم فوق الصحراء الكبرى، نتج عنها فيضانات كارثية في ليبيا، بحسب ما ذكر موقع «space» الأمريكي، كاشفا عن أن العاصفة تشكلت في الأصل فوق اليونان في 4 سبتمبر الماضي وتسببت في هطول أمطار في معظم الأجزاء من البلاد، مما أدى إلى فيضانات كارثية.
واكتسب إعصار «دانيال» بعد أن تشكل باليونان قوته خلال مروره بالبحر الأبيض المتوسط من المياه التي ارتفعت حرارتها بعد أشهر من الحرارة القياسية، وتحولت إلى ظاهرة نادرة تسمى «الدواء»، ليقترب إعصار «دانيال» من شدة الأعاصير الأطلسية وأحيانا تتميز بعين مميزة في مركزها، ويمكن تمييز علاماتها في صور الأقمار الصناعية لدانيال.
ومن جانبها أكدت ليز ستيفنز أستاذة المخاطر المناخية والقدرة على الصمود في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة، أن العواصف مثل العاصفة «دانيال» نادرة نسبيا، وتميل إلى الحدوث بشكل متكرر في الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط مقارنة بالساحل الليبي، لذا فإنه لا يزال من الصعب تفسير سبب وقوع أحداث متطرفة كارثية في مناخ جاف، حيث من المفترض أن تكون تساقط الأمطار المعتدلة بهذه المناطق قليلة ومتباعدة، وفقا للموقع الأمريكي «space».
توجه العاصفة «دانيال» غير المتوقع إلى ليبيا نتج عنه عاصفة قوية ومدمرة، وفقا للمركز ي للأرصاد الجوية الليبي، حتى وصل الإعصار إلى ذروته يوم الأحد الماضي 10 سبتمبر محملا برياح مستدامة تراوحت سرعتها بين 44 إلى 50 ميلا في الساعة (70 إلى 80 كيلومترا في الساعة) وسجل رقما قياسيا جديدا لسقوط الأمطار اليومي في البلاد بعد أن بلغ 16.3 بوصة (414.1 ملم)، بحسب موقع «space» الأمريكي.
فشل سدين بالقرب من مدينة درنة في احتواء السيول
وأكد الموقع الأمريكي فشل سدين بالقرب من مدينة درنة في احتواء سيول مياه الأمطار، ما تسبب في طوفان كارثي، ويعتقد أن آلاف الأشخاص قد لقوا مصرعهم في الكارثة، ما دفع السلطات الليبية إلى إعلان حالة الطوارئ.
التقط القمر الصناعي الأوروبي لمراقبة الأرض Sentinel- 3 والقمر الصناعي للطقس المستقر بالنسبة إلى الأرض Meteosat 11 صورا تظهر العاصفة الوحشية وهي تدور فوق سطح الصحراء المميز ذي اللون البرتقالي، وفقا للموقع الأمريكي.
شوهد إعصار دانيال المدمر وهو يصل إلى اليابسة في ليبيا بواسطة القمر الصناعي الأوروبي للطقس Meteosat 11، مصدر الصورة( EUMETSAT ):
وقالت سوزان جراي، أستاذة الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ، في بيان لها، إن ما بين واحد إلى ثلاثة فقط من الظواهر الطبية يتشكل عادة في منطقة البحر الأبيض المتوسط كل عام، ومن المفارقة أن هناك أدلة تشير إلى أنه مع تقدم تغير المناخ، من المرجح أن تصبح هذه العواصف المدمرة أقل شيوعا، ومع ذلك، فإن تلك التي تتشكل من المرجح أن تصبح أكثر فعالية مما كانت عليه في مناخ أكثر برودة.
وأضاف «ستيفنز»: إنه يعتقد أن تغير المناخ يزيد من شدة أقوى العواصف الطبية، لافتة إلى أن هناك اعتقادا بأن تغير المناخ هو المسؤول عن زيادة سقوط الأمطار المرتبطة بمثل هذه العواصف، وأنه سيكون من المثير للاهتمام تقييم ما إذا كان إجمالي سقوط الأمطار في شرق ليبيا سيكون غير قابل للتصديق من الناحية المادية دون وضع بالاعتبار تغير المناخ، مشيرة إلى أهمية دراسة أي تغييرات في مسار العاصفة بالإضافة إلى إجمالي كمية الأمطار التي سقطت، وفقا لموقع «space» الأمريكي.