هل السكن مقياس للحكم على الشخص بقبوله او رفضه في مدرسة او جهة عمل؟
حالة واسعة من الجدل والغضب انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي إثر تداول منشورين على موقع توظيف شهير، ليفاجأ الجميع برفض بعض الشركات توظيف المهندسين والأشخاص بسبب منطقة سكنهم، وتبرير تلك الشركات لسبب الرفض الغريب أن منطقة السكن تدل على حالة المرشح للوظيفة الاجتماعية والمادية وهو الأمر الذي سبب عاصفة من الانتقادات للشركات التي تفكر بتلك العقلية.
البداية كانت مع تغريدة على «تويتر»، تتضمن صورتين من على موقع توظيف شهير، حيث يقول شخص يدعى «محمد حماد»، :«مؤخرا قريت وسمعت من أكتر مصدر أن الشركات بترفض تعيين مهندسين بناء على مكان سكنهم لأنهم بيعتبروه دال على مستواهم المادي والاجتماعي».
وتابع «محمد»: «أنا مش قادر أتعامل مع الحقارة دي بعبارات مهذبة، وبالتالي مش هقدر أوصف إحساسي تجاه تلك الشركات التي يديرها مرضى».
ورد عليه شخص يدعى «أحمد الشربيني»: «مكان السكن فعلا بيعبر عن الحالة المادية والاجتماعية وله تأثير لا يمكن إنكاره على الاندماج في مجتمع الشركة، ومؤشر لإمكانية الاستمرار بها وتعزيز الانتماء لها، أنت رافض هذا المؤشر لانك غير مدرك لفداحة الفروق بين الطبقات».
الصورتان اللتان احتوتا الكلام السابق، انتشرتا بشدة عبر «فيسبوك» و«تويتر»، ليدفعا الكثيرين للتساؤل عن علاقة الوظيفة بمكان السكن والطبقة الاجتماعية.
وتجيب عن ذلك الأمر الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها في حديثها لـ«».
ما هي علاقة السكن بالمكانة والحالة الاجتماعية للشخص؟
وشرحت الدكتورة «هالة» أن السكن يعد مؤشرا من مؤشرات الطبقية ولكن الجميع سواسية أمام القانون لديهم نفس الحقوق الاجتماعية والقانونية.
وتقول الدكتورة «هالة»، إن جهة العمل التي يقدم لديها الشخص لا يعنيها منطقة السكن التي يأتي منها الموظف، طالما لا ينعكس على سلوك الشخص أو زيه أي يرتدي ملابس غير متناسبة مع طبيعة العمل «الشخص لما بيظهر بمظهر وسلوك غير لائق في العمل زي مثلا جاي لابس شورت، هيخل بأدائه للعمل أو بنظرة الموجودين داخل العمل نتيجة لسلوكه الشخصي، وطالما الشخص متوافق مع السلوك الشخصي ومظهره لائق خلاص جهة العمل ملهاش دعوة بمكان سكنه».
وأوضحت أن الكل سواسية أما القانون ولديهم حق المواطنة بغض النظر عن النوع، أو العرق، أو الدين، أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية دون تمييز.
اشتراط المدارس أن يكون الطفل قادما من منطقة سكنية معينة
وعن وجود بعض المدارس التي تشترط أن يكون الطفل وأبويه من منطقة معينة، فتقول أستاذ علم الاجتماع، أن المدرسة يعنيها أن الطفل لديه القابلية للتعلم وأن يكون الأب والأم متعلمين أو على درجة معينة من التعليم من أجل تلبية احتياجات الطفل ومتابعة مستواه الدراسي، وإن كان ذلك حقا غير مقبول من المدرسة وهو شرط غير قانوني أن يكون الأب والأم لديهما مستوى تعليم معين ومن منطقة سكنية مناسبة، ولكنه شرط منطقي لكي يتابع الآباء أبناءهم.
وتابعت أستاذ علم الاجتماع في حديثها، أنه إذا كان الطفل يأتي المدرسة بظهر لائق وسلوك لائق ومستواه الدراسي مناسب، فلا يعنيها منطقة السكن «ممكن حد يجيلي مثلا من منطقة راقية ومستوى اجتماعي عالي لكن مظهره غير لائق وأخلاقه غير سوية».