أثناء مروره بأحد الأسواق الشعبية، وجد سيدة مسنة ترغب في شراء الخضراوات، لكنها لا تمتلك نقودًا كافية، مشهد إنساني تأثر به خالد عبدالرحيم، ليقرر أن تكون النهاية محملة بأجمل مشاعر الإنسانية، يهمس في أذن البائع ويطلب منه البيع للسيدة بسعر رمزي، على أن يدفع باقي المبلغ دون أن تعلم.
لم تتوقف إنسانية «خالد» عند سداد سعر الخضار للسيدة المسنة، واصطحبها إلى منزلها وكأنها والدته، وقرر زيارتها يوم الجمعة من كل أسبوع، بعد أن يشتري لها الخضراوات التي تحتاجها، لتعتاد على وجوده بجانبها وتعتبره ابنًا لها، يخفف عنها الهموم، حتى أنها تنتظره بفارغ الصبر، وكأنه في غربة بعيد عنها: «بروح أقعد معاها في يوم أجازتي، وبحس إنها والدتي، وبشوف إن الناس الكبيرة لازم نكون جنبهم طول الوقت، عشان ميحسوش إنهم لوحدهم».
موقف إنساني بداية للخير
لم ينس ابن محافظة السويس موقف تعارفه على السيدة المسنة، وتولد داخله شعورا قويا بمساعدة الآخرين من أهل منطقته على توفير الطعام لذويهم، وخصص جزءً من يوميته، ليجمع مبلغ مالي في نهاية الأسبوع، يذهب به إلى الأسواق وتجار الجملة، يشتري كميات كبيرة من الخضراوات، ثم يبيعها مرة أخرى في المناطق النائية، بأسعار رمزية جدًا، «بشتغل سواق على تاكسي والحمد لله ربنا مقدرني إني أساعد غيري».
ابن السويس يساعد كبار السن
يشارك «خالد» جزء من توزيعه للسلع، على مواقع التواصل الاجتماعي، ليشجع غيره من الناس على حب الخير، ولم تمض سوى فترة قصيرة، ليصل إليه تبرعات بسيطة من البعض، خاصة أصدقائه وجيرانه، لم يكتف الشاب بالذهاب إلى المناطق المجاورة لمحافظته، بل يذهب إلى أبعد من ذلك في المناطق النائية محدودة الدخل، ليساعد الأشد احتياجًا، خاصة كبار السن، واللذين لا يمتلكون دخلًا شهريًا أو معاشًا ثابتًا.