| موقف بطولي لمواطن دفع أجرة الميكروباص لطالبة طب.. لن تصدق رد فعل والدها

في صباح يوم الخميس الماضي، استقلت الطالبة «ندى» كعادتها ميكروباص أجرة متوجّهة من كفر الدوار إلى جامعة الإسكندرية لأداء الامتحان، لتفاجأ عندما حان دورها لدفع الأجرة أنّها نسيت حافظة النقود في منزلها، وطلبت من السائق أن يتوقف لتخرج من السيارة، إلا أنّ أصوات الركاب تعالت وتسابقت لمساعدتها في دفع الأجرة.

ومن بين الركاب، كان عبدالحميد الحمراوي، الذي كان له عرضًا آخرا للفتاة العشرينية، إذ قدم لـ«ندى» مبلغ 200 جنيه تحتفظ بها معها، فضلًا عن دفع أجرة الميكروباص، إلا أنّ طالبة الفرقة الثالثة بكلية الطب رفضت النقود. 

راكب قدم لـ«ندى» عرضا بـ200 جنيه لنسيانها أموالها

ويروي الدكتور نيازي محمد، والد «ندى»، لـ«»، كواليس ذلك الموقف البطولي، أنّ نجلته أصرت على موقفها لولا محايلات باقي الركاب: «بنتي قالتله لا أنا لما أوصل هاخد فلوس من صحباتي، فـ الركاب قالولها يا بنتي خلاص خدي منه الفلوس وسجلي رقم تليفونه وخلي باباكي يكلمه»، موضحا أنّها فضّلت الاحتفاظ بمبلغ 100 جنيه فقط بدلًا من 200 جنيه.

وأضاف والد الطالبة والذي يعمل طبيبًا للعظام أنّ «عبدالحميد» لم يكتفِ بعرض مبلغ 50 جنيهًا فقط أو حتى مجرد دفع الأجرة مثله كباقي الركاب: «هو راجل محترم كان ممكن يديها 50 جنيه على قد اللي يوديها ويجبها، خاصةً إنها في حكم الفلوس الضايعة، لكن هو قال لو البنت عايزة تاكل أو تشرب»، بحسب حديث الأب.

موقف بسيط إلا أنّ قيمته كانت أكبر كثيرًا، روته «ندى» لوالدها فور عودتها إلى المنزل بعد أن احتفظت برقم عبدالحميد الحمراوي على هاتفها باسم «عمو أبو 100 جنيه»، ليقرر والدها أن يهاتفه ويشكره على موقفه النبيل مع نجلته، ويقول الدكتور نيازي: «خدت منها الرقم واتصلت بيه وقولت له أنا الدكتور نيازي أبو ندى اللي حضرتك أدتلها الـ200 جنيه في العربية وعايزين نيجي نشرب معاك كوباية شاي، قالي الموضوع مش مستاهل ده شرف ليا أني أعرف حضرتك».

الأب: كنت مذهول من حسن تصرفه مع ابنتي

وفي قرية بلقطر الغربية يقطن الرجل الثلاثيني عبدالحميد الحمراوي، والتي تبعد مسافة حوالي 35 كم عن كفر الدوار، قطعها الدكتور نيازي محمد، ليوجه له الشكر على ما بدر منه تجاه نجلته قبل يومين: «روحت صليت معاه المغرب وقولت له متشكرين أنت راجل محترم وكان يكفي 50 جنيه تديهالها وهيبقى كافي جدا قالي أنا قولت لو حبت تاكل أو تخرج مع صاحباتها ومش عايزها تتوتر في الامتحان، وأنا كنت مذهول من حسن تصرفه بصراحة».

ضيافة أكثر من المتوقع وعشاء اشتمل على أصناف أكل عدة من «فراخ وبط»، فوجيء بها طبيب العظام عند وصوله إلى منزل «الحمراوي»: «أنا لقيت أستاذ عبدالحميد عزمني عزومة كبيرة، وأنا كل هدفي إني أروح أشكره وأتصور معاه عشان أي حد من صحابه أو قرايبه يعرفوا إنّ في وسطهم راجل محترم».

«الحمراوي» أعدّ وليمة لوالد «ندى»

أما «الحمراوي» والذي يعمل موظفًا في أحد مكاتب تخليص الجمارك بالإسكندرية، قال إنّ موقفه تجاه الطالبة «ندى» كان نابعًا من تعليم والده له، بحسب حديثه لـ«»: «أنا اعتبرتها زي بناتي وكانت مصممة تنزل وقولت لها مش هتنزلي وخدي رقمي لو افتكرتيني ابقي كلميني ولو متصلتيش متشغليش بالك وقلتلها الله يسهلك حالك».

«الدكتور نيازي كنت أعرف أنه دكتور استشاري عظام كبير عندنا، ولما كلمني مكنتش مصدق نفسي»، بحسب ما يروي «عبدالحميد»، لـ«»، عن لحظة تلقيه اتصال والد «ندى»، والذي لديه من الأبناء ثلاثة هم ريهام في الصف الأول الإعدادي، وعمر في الصف الخامس الابتدائي، ورودينا في الصف الأول الابتدائي.