| مومياء مراهقة مصرية عمرها 2000 عام برأس مفقود تخفي سرا صادما

لم يُسمع من قبل العثور على جنين في بقايا المومياء تقريبًا، إلا أنّ العلماء الآن لديهم أدلة وجود مراهقة مصرية مٌحنطة عاشت قبل نحو 2000 عاما، وماتت أثناء ولادة توأمان، إذ تعتبر هذه المومياء الأولى من نوعها التي يتم اكتشافها بحسب نتائج الدراسة عن البقايا المُحنطة.

الفتاة عمرها يتراوح بين 14 و17 عامًا

وبحسب مجلة «Business Insider»، تقول فرانسين مارجوليس، التي قادت دراسة عن البقايا المٌحنطة أنّ عمر المراهقة يتراوح بين 14 و17 عامًا، ومن المٌحتمل أنها ماتت أثناء الولادة، منذ أكثر من 2000 عام، إذ وضع المٌحنطون جنينها الملفوف بين ساقيها، ويبدو أن أحداً لم يعلم أنّ هذه الفتاة حامل بتوأم.

وبعد أكثر من 100 عام، من حفظ البقايا في مجموعة متحف سميثسونيان، قررت الباحثة أن تلقي نظرة على المومياء من خلال إجراء أشعة مقطعية على بقايا المرأة حتى تحصل على قياسات الحوض للوقوف على سبب الوفاة، لتفاجأ برؤية جنين ثانِ داخل تجويف الصدر، وهو ما اعتبره الباحثون لغزًا.

وبحسب الباحثون، يُعتقد أنّ جثة الطفل قد انتقلت إلى التجويف الصدري للأم عندما تم تحنيطها، إذ دوّن البعض في الورقة البحثية أنّ عملية التحنيط أدت إلى إذابة الحجاب الحاجز والأنسجة الضامة، وهو ما سمح للجنين بالهجرة.

ويقول الدكتور عماد مهدي، الباحث الأثري وعضو اتحاد الأثريين المصريين، خلال حديثه لـ«» إنّه جرى العثور قديمًا على حالات مُشابهة لحالة هذه الفتاة المصرية، في حين كونها الأولى التي يُعثر بداخلها على توأم، ففي مقبرة الملك «توت عنخ آمون» عثر الباحثون على مومياء لجنين داخل المقبرة، كان حجم الرأس يزيد بشكل ملحوظ عن حجم الجسم، حتى اعتقد البعض أنّها مٌومياء فضائية لا تشبه جسم الإنسان، إلا أنّ الدراسات أثبتت أنّها مومياء جنين.

المصري القديم يحترم الأم وجنينها

وأضاف الباحث الأثري أنّ عبقرية المصري تتجلّى في إمكانية تحنيط جثة الأم والجنين الموجود بداخلها بسهولة شديدة، خاصة أنّه كان على دراية كاملة بعلم التشريح ويعلم مكونات جسم الإنسان بالكامل: «المصري القديم كان بيفتح فتحات في الجنب حوالي 4 سم وبيتم إخراج جميع أحشاء الجسد وتخفيف الجسم من السوائل ووضع الأملاح والزيوت الراتينجية وبيتبع كافة خطوات التحنيط المُمكنة».

وبحسب الدكتور عماد مهدي، كان المصري القديم يحترم الأم والجنين، إذ كانت تُمثل عملية التحنيط بالنسبة له تخليدًا لجسد الإنسان المقرر أن يعيش في العالم الآخر بحسب مٌعتقداتهم: «مكانش فيه أي اختلاف بين مقبرة مٌومياء الأم وجنينها وبين المقابر الأخرى، لكن الاختلاف بيكون حسب الحالة الاقتصادية لكل أسرة، يعني لو أسرة غنية بنلاقي الأساس الجنائزي مصنوع من دهب، أو مصنوع من خامات عادية لو أسرة متوسطة المراسم كلها بتكون واحدة وخطوات التحنيط بتتم بنفس الطريقة».

وكان الباحثون، اكتشفوا أنّ رأس الفتاة المصرية مفقودة، وهو ما جعل من الصعوبة معرفة حالتها الصحية بشكل عام، إلا أنّه جرى العثور على بعض الصور لرأس الأم المُحنطة، وهو ما يُشير إلا أنّه تمت إعادة دفن الرأس بعد تصويرها أو نقلها إلى متحف محلي، أو سرقتها.