| «مو صلاح المرج» ينتظر الفرصة: يجري ويصنع أهدافا بنصف جسد

«تجري الرياح كما تجري سفينتنا.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن، إن الذي يرتجي شيئًا بهمّتهِ.. يلقاهُ لو حاربَتْهُ الإنسُ والجنُ».. هكذا آمن سعيد الجبالي أن له من اسمه نصيبا، فكان سعيدا رغم فقدان أطرافة، وتحدى ابتلاءه بالإرادة، وأكمل لعب كرة القدم دون رجليه، مستعينا بيديه ليصوب الكرة، فتخرج كالطلقة ماضية في طريقها ما بين الثلاث خشبات.

سعيد الجبالي، 36 عاما، ويعول أسرة مكونه من 6 أبناء، بالكاد يستطيع أن يكمل يومه بسبب ضيق المعيشة وعجزه عن الحركة الطبيعية، فكان منذ فترة يعمل في مجال تصليح الكمبيوتر، ثم فشل المشروع وأصبح دون عمل: «الحِمل تقيل وكل يوم بتزيد الشيلة».

حادث أفقد «الجبالي» أطرافه

يسترجع «الجبالي» ذكريات الحادث الذي أفقده أطرافه، ليعيش بنصف جسد، ويتحطم حلمه كلاعب كرة قدم محترف ومشهور.

يجمع «الجبالي» فريقين من شباب منطقة المرج، ويقوم بلعب كرة القدم في ملعب خماسي، وتتهافت عليه طلبات اللاعبين للانضمام إليهم في الفريق، ويستمر اللعب لمدة ساعتين دون كلل أو ملل أو إرهاق: «الكورة بتجري في دمي، بلعب علشان أنسى المشاكل والضغوط والحالة اللي أنا فيها، ولو عندي 60 سنة هلعب»، هكذا يصف جنونه بكرة القدم ومهاراته، التي تجعله يجري في الملعب ويصوب هنا وهناك، ويصنع أهدافا ويساعد في أخرى كمحترف ليس لديه إعاقة، ويقاتل على الكرة ويخافه المنافسون، لدرجه تلقيبه بـ«مو صلاح المرج».

«الجبالي» يحلم بمصدر دخل ثابت

يحلم «الجبالي» بمصدر دخل ثابت يعينه على العيش هو وأسرته، فقد استطاع تجهيز اثنتين من بناته، وينتظر أن تنقشع الظروف الصعبة ليجهز الثالثة، ويخاطب وزارة الشباب والرياضة أن تتبنى موهبته «نفسي الوزارة تحن عليا وتشوف حالتي».