أشلاء هنا وهناك، منازل متشحة بالسواد، مجازر في كل مكان، ولكن ما زال هناك بصيص من الأمل، وفي ظل ما تواجهه فلسطين من ضربات متتالية، وفيما يخنق الاحتلال كل فرص إبقاء المواطنين على قيد الحياة، ترى سكانه في ملحمة صمود، وهو ما كان عليه حال طفل الشاي ميسرة، إذ يتكاتف مع الصحفيين المعنيين بتغطية الأحداث بابتسامته وكوب من الشاي ليتصدر مواقع «السوشيال ميديا»، وحاز على إعجاب الجميع.
وسيلة ميسرة لمواساة مواطنين فلسطين
في حب وتكاتف يتوارث الفلسطينيون من جيل إلى جيل مساندتهم لبعضهم، وفيما يتجمع الناس وصحفيو قطاع غزة، يتواجد ميسرة طفل الشاي، ليقدم واجبه ي في صورة كوب صغير من الشاي، لا يتعد حجمه كف الأيدي، لكنه بمثابة عون وسند، وإذا بالطفل يفاجئ المارين بدعمهم وتقديم «كوب الشاي» اليومي مبتسمًا.
طفل الشاي يقدم الدعم للفلسطينين
«شاي عشانكم لأنكم بتتعبوا، ضلكم صامدين، كلنا بجانبكم».. بحسب كلمات «ميسرة»، إذ يتجمع من حوله عشرات الناس والصحفيون، كل يوم يرون الموت صوب أعينهم تحت القصف المكثف، ولكن كاسات الشاي بالنعناع تؤازرهم، وفق تصوير أحد الصحفيين، فإنه يمر طفل الشاي يوميًا، متعهدًا بأن يستكمل مسيرته، حتى يدفع البلاء والجهد بكوب من الشاي.
أُمنية طفل الشاي
في عين على الحقيقة ودفع البلاء، يريد «ميسرة» أن يكون صحفيًا في بلاده الواقعة تحت الاحتلال المرير: «بدى صير صحفي متلكم»، لنقل معاناة شعبه إلى العالم وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، والادعاءات الكاذبة التي يروجها الإعلام الغربي لتبييض وجه الاحتلال، إذ يرى الطفل أنه ليس هناك أهم من وطنه فلسطين.
هذه البراءة هي من تمد جميع فلسطين بالمعنويات اللازمة لمواصلة العمل في ظل الدمار والقتل والألم، وبالرغم أن الموت دائمًا على مسافة قريبة من الجميع إلا أن هناك ميسرة «طفل الشاي»، وهو ما لاقى تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أثبت أن الشعب كله يكافح ضد الاحتلال الإسرائيلي كل على طريقته الخاصة.