| «مينا» ينحت مجسما لـ«توت عنخ آمون» من 3000 ورقة: «خلصته في 20 يوم»

تمثال مرن منحوت لـ«توت عنخ آمون» أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، مكون من 300 ورقة بيضاء، استغرق «مينا» في صنعه نحو 20 يومًا، بعدما فشل في صنعه على مدار 6 أشهر متتالية.

مينا يعمل نحات في ورشة رخام

مينا عماد، من محافظة المنيا، يبلغ من العمر 25 عامًا، حاصل على دبلوم فني، عشق الرسم منذ الصغر، إلا أنّه لم يُوفق في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، فـ راح يعمل نحاتًا في ورشة للرخام، وعكف على تنمية موهبته في الرسم عن طريق الإنترنت، يقول «مينا» لـ«»: «حبيت أنّمي موهبتي فرسمت مع نفسي ودخلت على النت وشوفت معلومات ولقيت إني لازم أدرس أكتر فخدت كورس واتعلمت التشريح والزيت والفحم وكل حاجة في الرسم».

لم يترك «مينا» عمله الأساسي، بل نجح في أن يجمع بين الكورس وساعات عمله يوميًا حتى يتمكن من تطوير مهاراته: «كنت برجع من الشغل كل يوم أقعد أذاكر حوالي 3 ساعات كل حاجة درستها في الكورس وبنفذ كل الرسومات المطلوبة مني».

خاض ابن محافظة المنيا تجارب رسم ونحت مختلفة، حتى خطرت بباله فكرة نحت التمثال من الورق المرن، إلا أنّه لم يجد لها تجارب مماثلة في مصر ما شكّل له صعوبة في التنفيذ: «الفكرة مش أنا اللي ابتكرتها، أنا شوفتها على النت».

15 يومًا استغرقها صاحب الـ25 عامًا للتفكير في آلية التنفيذ والتي وصفها أنّها صعبة في بداية الأمر: «كنت شايف الموضوع صعب وبحثت كتير عن طريقة التنفيذ ونوع الورق أو مادة اللزق أو طريقة النحت لأنّ كان في حاجات كتير واقفة قدامي».

تجارب عدة أسفرت عن فشل 3 مرات في عملية لزق المجسم ومرتين في النحت، حتى نجح الأمر فيما بعد، إلا أنّ الشكل النهائي لم يخرج بالشكل الذي أراده، يقول مينا: «الشكل مطلعش مظبوط أوي زي ما كنت متخيل بس كان أهم حاجة عندي إني أعمل المجسم وأنجح فيه».

إشادة من الوزير المفوض بجامعة الدول العربية

شارك الشاب العشريني بالمجسم المصنوع من الورق المرن في معرض الأنفوشي بقصر الثقافة في الإسكندرية، وذلك في حضور الدكتور حيدر طارق، الوزير المفوض بجامعة الدول العربية، والدكتور محمد عبدالسلام رئيس قسم التصوير بجامعة الإسكندرية والذي تلقى منهما إشادات واسعة عقب عرض التمثال.

لم يكن هذا التمثال هو التجربة الوحيدة لـ«مينا»، بل خرج من بين أنامله عدة لوحات ومجسمات أخرى، مثل التماثيل التي صنعها بالطين الأسواني، وآخر صنعه من الورق العجين للدكتور مجدي يعقوب: «بعجن الورق وبحطله مادة الغرا وبشكل بيها التمثال وكنت مفرغه من جواه وحطيت جواه تمثال صغير كان قصدي أوصل منه إنّ الدكتور يعقوب هيطلع من وراه أجيال».