| مين فاكر الحاوي؟.. «حسام» 25 سنة في عروض الشارع: «اللعب بالنار فن»

بيده اليمنى يمسك عصا رفيعة من الحديد بطرفها قطعة مستديرة من القماش، وتقبض يسراه يد ابنه الصغير المتنقل مع والده بين الشوارع والمقاهي، يحمل له زجاجة من البنزين يأخذ منها الأب رشفة وينفخ بها في اتجاه قطعة القماش المشتعلة بطرف العصا؛ لتنبعث النيران بشكل كبير أمام المارة والجالسين على المقاهي، ويختتم الوالد عرضه بإطفاء قطعة القماش المشتعلة بوضعها داخل فمه وسط ذهول المتواجدين.

«حسام» حاوي بالوراثة

«اذكر الله»، يرددها حسام أبو يوسف، ببداية عرضه المتنقل بالنار والبنزين بين الشوارع والمقاهي الشعبية، مهنة «الحاوي» التي توارثها عن والده وأسرته منذ ما يقرب من 25 عامًا، بحسب حديثه لـ«»، إذ كان والده يقدم نفس العروض من قبله، وشقيقه الأكبر من علمه أسرارها.

ابن «حسام» مساعد أبوه

وبمساعدة نجله الصغير «سعيد» صاحب الـ9 سنوات، يقدم الأب عروض النار في الشارع، إذ يسير الابن خلف أبيه بزجاجة البنزين و«شنطة العدة» التي يضعان فيها أغراضهما، ويتنقل معه بين طاولات المقاهي؛ ليراضيهما الزبائن ببعض النقود أو ما فيه النصيب. 

مهن مختلفة عمل بها الأب 

أمية «حسام» صاحب الـ36 عامًا مثلت عائقًا أمام عمله في وظائف مختلفة، أو الالتحاق بأي سيرك أو مكان يقدم من خلاله عروض «اللعب بالنار»، حسبما ذكر: «اشتغلت حلواني وفي قهوة وبياع جزم وأحزمة»، وبين كل وظيفة والأخرى ينتهي المطاف بالأب عند حرفة أسرته على الرغم من خطورتها: « كنت ساعات بغلط وبتحط في مواقف صعبة».

13 عامًا مروا على زواج «حسام» وإنجابه لطفلين «يوسف وسعيد»، إلا أنه لم يستقر خلالهم في مكان أو وظيفة ثابتة، ويتنقل بين المدن والمحافظات أحيانًا؛ لتقديم عروض «النار والبنزين»، ويراضيه المارة والجالسين على المقاهي بـ«اللي فيه النصيب»، موضحًا أنه كل يوم يتواجد في منطقة مختلفة، ولا يكررها قبل مرور أسبوع على زيارته الأخيرة لها. 

مواقف خطرة يتعرض لها الحاوي

وفي بداية تعلم «حسام» لعروض النار تعرض للمواقف الخطرة: «النار كانت تخبط بوقي.. ودقني ولعت»، ما تطلب عليه اليقظة بعد ذلك لتجنب تلك المخاطر: «لو حتة قماش نزلت في حلقي ممكن أموت»، إلا أن التدريب الكثير جعله أكثر خبرة ومهارة، ليصبح فيما بعد يقفز بين حلقات النار في الموالد والحواري سابقًا.  

ظروف المعيشة للشاب المقيم في مدينة «أبو النمرس» التابعة للجيزة، وكسبه لقمة عيشه باليومية، وتنقله المستمر بين المدن والمحافظات لتقديم عروضه بالموالد، جعلته غير قادرًا على إلحاق أطفاله بالمدرسة: «العلام مش لينا»، إلا أنه يتمنى أن يحصل على أي مهنة مناسبة تضمن مستقبل لأبنائه.