| «مي» أشطر سباكة في العبور.. «كله يهون عشان رزق عيالي»

في منتصف الطريق وجدت مي جمال صاحبة الـ24 عامًا نفسها «أسطى سباكة»، كيف حدث ذلك، ربما قبل 16 عامًا، حينما كان عمرها آنذاك 8 سنوات، وخلال هذه المدة، كان عليها أن تكافح من أجل لقمة العيش تارة، ومن أجل إثبات نفسها تارة أخرى، حتى أصبحت رغم صغر سنها وبدعم من زوجها «أشطر سباكة في العبور».

مي بدأت رحلتها مبكرا.. ووالدها رفض في البداية

بداية رحلة «مي» مع السباكة كان في سن الثامنة، حينها أدركت أن الجلوس في المنزل «بيجيب الكآبة»، صارحت والدها برغبتها، لكنه رفض في البداية، كان يرى أن هذه المهنة شاقة على النساء، وأمام إصرارها ورغبتها في العمل وافق أخيرا، واستسلم للأمر الواقع، تقول لـ«»: «من اللحظة دي وأنا بحاول اتعلم وآخد خبرة في المجال.. ودلوقت الكل بيشيد بشغلي».

لم تلتحق «مي» بمدارس إلا قليلا، والسبب في ذلك قصة ترويها: «أنا اتولدت في ليبيا ودخلت مدرسة هناك لحد 2 ابتدائي، ولما رجعنا مصر أبويا رفض إن أدخل مدرسة بسبب إنها كانت مختلطة»، لكن رغم ذلك لم تستسلم صاحبة الـ24 عامًا، بل قررت أن تطور من نفسها وتتعلم «فك الخط».. «طورت من نفسي وخدت محو الأمية ونجحت فيها الحمدلله».

أثناء عملها تعتمد «مي» على سمعتها في المجال، فالجميع في مدينة العبور يعرفونها لحسن صنعتها، من بين هؤلاء أصحاب محلات الأدوات الصحية بالمنطقة، كما تعتمد على صفحتها بموقع «فيس بوك» للترويج إلى نفسها، تقول: «دلوقت بقيت من أشهر السباكين في منطقة العبور».

صعوبات تقابلها مي خلال عملها في السباكة

تدرك «مي» الصعاب التي قد تواجهها بين الحين والآخر جيدًا، فمن وجهة نظرها «أكل العيش» لا يعيبها حتى لو كانت المرأة الوحيدة وسط الرجال التي تعمل في حرفة السباكة، تتحدث عن بعض المصاعب التي قد تقابلها: «في ناس مش ببتقبل فكرة إن سباكة لكن مع الوقت ولما بيتعاملوا معايا بيعاملوني كإنهم أخت ليهم أو حتى ابنة وكل حاجة تهون عشان رزق أطفالي».

تقدم «مي» بديلًا جيدًا للسيدات في البيوت اللاتي قد يتحفظن على دخول «صنايعية» رجال إلى منزلهم.. «أغلب زبايني ستات بيدعموني دايمًا.. والحمدلله كسبت ثقتهم».