جلسة دافئة تستدعي ذكريات الطفولة والماضي من كل مكان، يسترجع أبطالها قصصهم المفضلة ومواقفهم الصعبة وحكاياتهم الموجعة والسعيدة، يروون التفاصيل بنبرة مميزة وصوت هادئ، يوزعون أجزاء من أسرارهم على الحضور لمشاركتهم بعض الحواديت وإسعادهم، والتخلص من ضغوط الحياة اليومية، عن طريق «ليالي الحكي».
«مي» تُحيى فن الحكي بـ«قعدات أسبوعية»
الجلسة التي تنظمها مي عبدالسلام، مدربة حكي، على نفقتها الشخصية بمشاركة بعض الحضور، تهدف إلى إحياء فن الحكي مرة أخرى في زمن الـ«سوشيال ميديا»، التي حرمت معظم الناس من التواصل المباشر، ويشارك في الجلسة ما يقرب من 14 حكواتي، من أعمار تتراوح بين 20 و50 عاماً، يختار كل منهم حكايته، إما قصة حقيقة وتجربة مر بها أو كتابة قصة خيالية، يعقدون جلسات كتابة لترتيب أفكارهم والاستقرار على تفاصيل الحدوتة التي سيقدمونها أمام الجمهور على مدار ساعتين.
تقول «مي» إنها أسست منذ فترة مشروع «مساحة»، لإتاحة مساحة آمنة للناس للحكي والتعبير عما بداخلهم، فضلاً عن إحياء فن الحكي الذى تعلمته وأصبح شغفها الأول، مشيرة إلى أن كثيراً من الشباب والكبار تواصلوا معها يشتكون من عدم توافر مكان لممارسة فن الحكي، فبدأت تفكر في تنفيذ مشروعها على نفقتها الخاصة، متمنية أن تتبنى وزارة الثقافة فكرتها لتقديم عروض حكي على مسارح الدولة.
«الناس زمان كانوا متعودين يقعدوا مع بعض بعد العصر يتكلموا ويتواصلوا عن قرب، فقدنا كل ده دلوقتي، وفيه ناس نفسها تحكي ما بتعرفش تلاقى المكان المناسب»، بحسب «مي» أو الحكواتية كما تفضل أن يطلق عليها، مؤكدة أنها بدأت تلك السلسلة منذ فترة، وتواصلها بشكل مستمر لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المشاركة.
ومن ضمن الموضوعات التي طرحها المشاركون في جلسات الحكي الحديث عن ذكريات رمضان والطفولة، ويستعدون للحديث عن ذكريات المصيف، وتفاصيل سنواتهم الأولى واسترجاع حواديتهم المفضلة، فضلاً عن حكاياتهم عن الخذلان والوحدة وأول مرتب وغيرها من القصص التي سطروها بأيديهم مع مراقبة من مدربة الورشة.