عشق لعبة الشطرنج منذ الطفولة، وبدأ في ممارستها كهواية، ليقرر ناجي حامد وفا ، الذي يسكن في إحدى القرى التابعة للمحلة الكبرى في محافظة الغربية، أن ينقل هذه الهواية إلى أبنائه الأربعة ويُدربهم بشكل شخصي، حتى أصبحوا أبطالًا في إفريقيا والعربي حاصدين العديد من الكؤوس والميداليات في اللعبة التي لا تلقى انتشارًا كبيرًا في مصر.
رحلة الأب بدأت منذ 2009
ناجي وفا، يبلغ من العمر 55 عامًا، ويعمل محامِ حر، يروي لـ«» كيف بدأت الحكاية منذ نحو 12 عامًا، حين قرر أن يغرس حب الشطرنج في أبنائه شروق وشاهندة وضياء وحامد، من الناحية التربوية أثناء الدراسة منذ عام 2009، إذ لاحظ الأب قوة استيعابهم لأسس اللعبة واستجابتهم السريعة: «أنا بدأت معاهم في 2009، هم في 2010 خدوا مراكز على مستوى العرب لإني لاحظت اهتمامهم وحبهم واستيعابهم».
الاستيعاب السريع من الأبناء كان دافعًا حتى يخطو الأب بأبنائه خطوات سريعة في اللعبة، بدءً من تحفيزهم على الاشتراك في الأندية ومرورًا بالاشتراك في البطولات المحلية والدولية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل تطرق الأب الخمسيني أيضًا إلى تعليم أبنائه الرسم والعزف على البيانو، فضلًا عن تأسيسهم في مادة اللغة الإنجليزية ومحاولة تعليهم السباحة: «كان فيه صعوبة في الاستمرار في رياضة السباحة خاصة أنهم كانو بيدرسوا في الأزهر والدراسة كانت تقيلة شوية لكن قدروا يعملوا توازن».
تخرّجت «شروق» في كلية الهندسة، فيما تخرجت «شاهندة» في كلية الحاسبات والمعلومات، وشاركتا منذ الطفولة في الكثير من البطولات المحلية والدولية بفضل الأب الذي كان يتولى تدريبهم بشكل شخصي والتنقل من بلد إلى آخر على نفقته الخاصة، حتى أصبحتا بطلتي مصر كل عام، وبدأتا نشاطهما الإفريقي في 2012 وحصلتا على المركز الأول، ثم انضما إلى منتخب السيدات المصري وشاركتا معه في أولمبياد إسطنبول 2012، ومنذ تلك اللحظة وهما في منتخب مصر.
يقول صاحب الـ55 عامًا، إنّ الابن الأكبر «ضياء، 19 عامًا» حصل على بطولة وحيدة وهي بطولة العرب للناشئين تحت عمر 10 سنوات، فيما حصل «حامد، 14 عامًا» على المركز الثاني في بطولة إفريقيا للشطرنج، كما حصد أيضًا بطولة الجمهورية للشطرنج هذا العام تحت عمر 14 عامًا.
صعوبات كثيرة واجهت الأب في الممارسة والتنقل، خاصة وأنّه يقطن بقرية في المحلة تبعد كثيرًا عن مراكز اللعب في القاهرة والإسكندرية: «أنا بعتز إن الإنجازات اللي حققها ولادي من قرية في الأقاليم أكبر حاجة اتعملت»، بحسب «وفا» الذي لفت إلى أنّه لم يحترف اللعبة مثل الأبناء واكتفَ بتدريبهم فقط، ويعمل حاليًا كمدرب دولي للعبة الشطرنج.
الأب يحلم بمزيد من الاهتمام بلعبة الشطرنج في مصر
ويطمح ناجي وفا، بأن تولي الدولة اهتمامًا أكبر للعبة الشطرنج في مصر، خاصة وأنّ المكافآت والجوائز التي يحصل عليها الأبناء غالبًا لا تُغطي تكلفة السفر والمشاركة، مشيرًا إلى أنّ أبنائه الأربعة اعتادوا المشاركة كل عام في البطولات الفردية المفتوحة: «حامد هيشارك في البطولة اللي جاية المقامة في السادات يوم 1 سبتمبر، وشروق بتشترك في بطولات خارجية لأنّها حاليًا مقيمة في أيرلندا».