بجسدٍ ثقيل تملَّكه المرض وأنهكه بشدة، تجلس نادية عبدالفتاح، في العقد السابع من عمرها، بأحد شوارع حي الدقي محافظة الجيزة، واضعة أمامها قفصٍ خشبي يحمل رزقها في صورة عدد من الجوارب تقتات من بيعها، محاولة إغفال كل ما لديها من آلام ومشكلات صحية التي على رأسها مشاكل الظهر.
وفاة الزوج بفشل كلوي
حياة طويلة من الشقاء والتعب عاشتها «نادية»، صاحبة الـ60 عامًا، آخذها على عاتقها مساندة زوجها والوقوف إلى جواره يدًا بيد في التكفل بمصاريف الأسرة، إلا أن كل ذلك راح يتفاقم ويتضاعف قبل 15 عامًا مع إصابة زوجها بـ فشل كلوي ودخولة في دوامة الغسيل والتي لم يخرج منها إل بعد 5 سنوات وإلى الموت، بحسب حديثها لـ«ا».
«خد فترة كبيرة يتعالج وكنت بدخل وبطلع وبحاول أوفر تمن علاجه لكن ربنا مكتبلوش الشفاء»، وفقًا لـ«نادية»، ابنة حي شبرا مصر بمحافظة القاهرة، وأنها بعد وفاته استكملت عملها في الشارع حيث البيع والشراء لتتمكن من إعاله أسرتها؛ حيث تحتاج إلى 400 جنيه إيجار شهري مقابل غرفتين تقطنهما رفقة أبنائها، بالإضافة إلى 500 جنيه قيمة فواتير الخدمات الأخرى من مياه وكهرباء وأنبوبة الغاز.
خسارة بضاعة بـ2000 جنيه
لجأت السيدة الستينية إلى الشارع لبيع مجموعة من المنتجات البسيطة تجني من ورائها بضعة جنيهات كل يوم، إلا أن القدر راح يواصل غلاسته عليها؛ إذ سُرقت بضاعتها التي تقدر بنحو 2000 جنيه، ولم يعد أمامها شيئًا لتبيعه سوى عدة جوارب: «باجي من 7 المغرب وأفضل موجودة لـ12 بالليل، ومبرضاش أبيع في شبرا مصر لأن الحركة قليلة هناك»، وأنها تعاني من عدة مشاكل صحية تزعجها طوال اليوم وخاصة الساعات التي تقضيها في الشارع، منها آلام في الظهر، وربو على الصدر، فضلًا عن السكري والضغط، ما يجعلها تحتاج إلى علاج شهري بقيمة 400 جنيه.
رغم كون «نادية» في العقد السابع من عمرها وربت أجيالًا على مدار سنون حياتها، إلا أنها وبمجرد الاستفسار حول ما تتمناه، راحت تبوح بلهفة وبساطة الأطفال عن أمنيات قلبها المهزوم، قائلة: «نفسي في شقة ليا لوحدي تكون في حتة نضيفة ويكون فيها حمام، لأن البيت اللي ساكنة فيه مفيهوش غير حمام واحد مشترك»، مضيفة: «نفسي كمان في تلاجة.. أنا عندي سرير ودولاب وغسالة، مش متاجة غير تلاجة بس».