في منطقة «أرض العرب» التي تقع في كوكب المريخ، رصد العلماء منذ فترة طويلة، مناظر محيرة كثيرة، لم يجدوا لها تفسيرا، أبرزها عبارة عن عدة حفر مليئة بالصخور ذات الطبقات، وغالبًا ما تكون في أشكال مستديرة الطبقات التي لها نفس السمك تقريبًا، مما يعطي مظهرًا متدرجًا وشكل مصاطب.
والآن وجد علماء ناسا، تفسيرا جديدا أوضح، سبب تكون هذه الحفر، وهو اندلاع آلاف البراكين القديمة الضخمة بهذه المنطقة، إذ تقول دراسة حديثة إنه حدثت ما يسمى بـ«الانفجارات الفائقة»، في منطقة شمال المريخ التي تسمى «Arabia Terra» أو «أرض العرب»، على مدى 500 مليون سنة، ويعود تاريخها إلى ما يقرب من 4 مليارات سنة.
وتوصل الباحثون الذين درسوا التضاريس والتركيب المعدني للمنطقة إلى الاكتشاف، ونُشرت النتائج في ورقة بحثية في مجلة Geophysical Research Letters، بحسب ما ذكرت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية.
تفسيرات سابقة لأسباب تكون المصاطب
وقال باتريك ويللي، عالم الجيولوجيا في مركز «جودارد» لرحلات الفضاء التابع لناسا، الذي قاد تحليل تضاريس منطقة «أرض العرب»: «وجدنا 7 كالديرا (ثقوب عملاقة نشأت في مواقع الثوران البركاني) أول شيء، وكان يُعتقد في البداية أن هذه الكالديرا عبارة عن منخفضات ناتجة عن اصطدامات الكويكبات، لكن العلماء لاحظوا في عام 2013 أن ليس بها علامات تجعلها كذلك».
وتابع ويلي: «تابعنا كل الأبحاث التي تقول إن تلك الثقوب البركانية منخفضات ناتجة من اصطدام الكويكبات، وقررنا إثبات ذلك من عدمه، وبحثنا عن رماد قد يكون ناتج من براكين، لأنه لا يمكن اختفاء ذلك الدليل».
من خلال العمل مع ألكسندرا ماتيلا نوفاك، عالمة البراكين في مختبر «جونز هوبكنز» للفيزياء التطبيقية، فحص الفريق المعادن السطحية التي حصلوا عليها.
باستخدام صور من مطياف التصوير المداري لاستطلاع المريخ، درسوا جدران الأخاديد والحفر من مئات إلى آلاف الأميال من الـ«كالدير»، ووجدوا معادن بركانية تحولت إلى طين بواسطة الماء.
وصمم العلماء خرائط طبوغرافية ثلاثية الأبعاد لـ«أرض العرب المريخية» وقارنوا البيانات المعدنية بالخرائط من أجل رؤية طبقات الرماد محفوظة جيدًا.
سبب تسمية هذه المنطقة بـ أرض العربية
جدير بالذكر، أن المنطقة المذكورة تقع شمالي الكوكب الأحمر، وتحتوي على حفر وفوهات كثيرة جدا ومتآكلة بشكل كبير مما يدل على قدمها، فهي تعد من أقدم تضاريس المريخ، ومساحتها حوالي 4500 كيلو مترا، وأطلق عليها أرض العرب عالم الفلك الإيطالي جيوفاني شياباريلي عام 1879، بسبب وجود بقع بيضاء فيها تتغاير بين الفاتح والداكن، وهذه البقع من ميزات الطبيعة في شبه الجزيرة العربية.