بين الحين والآخر ومنذ بداية أبحاثها على المريخ، تعلن وكالة ناسا الفضائية اكتشافها أشياء غريبة على الكوكب الأحمر، وأعلنت مؤخرًا ملاحظتها وجود زعنفة سمكة ضخمة ومخلب لسرطان كبير في رمال الكوكب القديمة، وهو الوصف الذي قدمه الباحثون الفلكيون لتشكلات صخرية رصدها مشروع روبوت الـ«روفر بيرسفيرانس» التابع لناسا، ويقوم فريق ناسا في المختبر التابع للوكالة في الفترة الحالية بفحص تلك الأشكال الصخرية لمعرفة أصلها.
ردود الأفعال حول الصورة الحديثة
ووفقًا لبيان من مسؤولي ناسا، تم رصد هذا الثنائي الصخري معًا في منطقة معرضة للرياح الشديدة، وعلق الباحثون حينئذ: «أرى مخلبًا للسرطان وزعنفة سمكة ضخمة» وذلك بحسب ما ذكرت وكالة SWNS البريطانية، وعلق محبو الفضاء على موقع التواصل الاجتماعي X المعروف بتويتر سابقًا على الصورة التي نشرتها ناسا عبر حسابها بأن المخلب يبدو أكثر شبهًا بحبة قهوة أو رأس سلحفاة تحفر حفرة لبيضها، بينما مزح البعض الآخر قائلًا إن الزعنفة قد تكون في الأصل بقايا عظام ديناصور قديم.
وتعد الصورة والتعليقات عليها مثالًا على ظاهرة تعرف باسم الـ«باريدوليا»، وهي رغبة العقل البشري في فهم ما يراه العين ويخلق معنى لا يناسب الواقع، وذلك بحسب ما ذكر موقع study finds.
سوابق تاريخية لأجسام غير مألوفة على المريخ
وتعد ظاهرة الباريدوليا أن نرى أشكالًا غير مألوفة في أجسام عشوائية غير مرتبطة ببعضها البعض، ويذكر أن حدث ذلك التضارب وتلك الظاهرة من قبل عام 1976 عندما التقطت مركبة الفضاء فايكنج 1 التابعة لناسا صورة تشبه إلى حد كبير وجها منحوتا على كوكب المريخ، وأوضحت حينها ناسا أنها نشرت الصورة للجمهور واعتقدوا أنه بالفعل وجه منحوت في رمال المريخ، إلا أنه مجرد وهم ناجم عن الظلال لكن ذلك لم يمنع البعض من الادعاء بأن الوجه هو من صنع كائن من خارج كوكب الأرض.
ولم تحاول وكالة ناسا وضع حد لتلك الاعتقادات إلا بعد مرور 20 عامًا، ففي عام 1998 التقط MGC الذي يقوم بمسح الكوكب الأحمر التابع لوكالة ناسا صورًا لما يسمى الوجه على المريخ، والتي كانت أكثر وضوحًا عن سابقتها بمقدار 10 مرات أكثر من فايكنغ 1، وأوضح العلماء آنذاك أنها نتوء صخري ذو مظهر طبيعي وليس أكثر من ذلك، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
ولكن مع ذلك لم يكن البعض مقتنعا تمام الاقتناع بتقارير ناسا، لتشبث القليل بفكرة أن الصور تم حجبها من قبل وكالة الفضاء الأمريكية، لتثبت الأخيرة عام 2001 مرة أخيرة أن ذلك الوجه ما هو إلا سمة جيولوجية شائعة تعرف باسم ميسا أو بوت، وتوجد على الأرض، فذكر كيم جارفين كبير العلماء في برنامج استكشاف المريخ التابع لناسا: «لقد قمنا بتصوير الوجه آنذاك لمجرد الحصول على صورة جيدة له خوفًا من أن لا تتاح لنا الفرصة بسبب عوامل الجو في الكوكب الأحمر من تصوير الظاهرة مرة أخرى».
مهمة بيرسفيرانس الحالية
واحدة من أهم الأهداف الرئيسية لمهمة بيرسفيرانس على المريخ فهم الفلك الحيوي، بما في ذلك البحث عن علامات وجود حياة ميكروبية قديمة، فسيقوم الروفر بتوصيف الجيولوجيا والمناخ السابق للكوكب من خلال فهم الحياة القديمة، مما يمهد الطريق لزيارات البشر إلى المريخ.
ويُذكر أن مهمة بيرسفيرانس التابعة للمريخ عام 2020 جزء من نهج ناسا في استكشاف القمر والمريخ، والذي يقوم حاليًا أيضًا باستكشاف دلتا نهر قديم داخل فوهة جيزيرو، والتي كانت مليئة ببحيرة يبلغ عمقها 1600 قدم، ويعتقد العلماء أن المنطقة بها أثر لحياة ميكروبية منذ حوالي من 3.5 إلى 3.9 مليار سنة، لذلك تم تكليف المركبة بفحص عينات التربة للبحث عن أدلة على وجود حياه خارج كوكب الأرض.