| ناشئو سوهاج بـ«العجلة» على «الصحراوي».. 200 كيلو رايح جاي لتحسين النفسية

لم يسبق لهم قيادة الدراجات الهوائية من قبل، وقرروا تعلمها حتى وصلوا لمرحلة الاحتراف، ونالوا لقب رحالة وهم صغارًا لا تتعدى أعمارهم الـ15 عامًا، إذ قطع عدد من شباب محافظة سوهاج لا يزالوا في المرحلة الإعدادية مسافة 200 كيلو متر بالذهاب والعودة لبلدهم، وآخرين في المرحلة الابتدائية حققوا رقم 120 كيلو ويسعون لزيادة المسافة في تحدِ جديد يقوده أحمد السويسي، دراج، ومؤسس فريق لتعليم أهالي محافظته قيادة الدراجات ونشر ثقافتها بين الأهالي وأبنائهم واتخاذها كأسلوب حياة لتحسين الصحة الجسدية والنفسية.

يقول إن هؤلاء الأطفال بدأوا معه منذ عامين ولم يسبق لأحد منهم قيادة الدراجة، وتم تعليمهم في وقت قياسي وتدريبهم على قطع المسافات: «بدأنا بـ10 كيلو وبعدين 15 و20 لحد ما قطعنا 100 كيلو وروحنا من سوهاج لقنا ومن سوهاج لأسيوط والطريق الصحراوي وحققنا مسافة 180 كيلو لحد ما وصلنا لـ200 كيلو ومكملين».

نشر ثقافة ركوب الدراجات

يحكي مؤسس الفريق، أن مستوى الأطفال بدأ يتطور بعد مرور 6 أشهر وكانوا مستعدين لقطع مسافة أطول، لافتًا إلى أنه يسعى لنشر ثقافة ركوب الدراجات وتنمية مهارات الصغار وتشجيعهم على الاهتمام بصحتهم وأجسادهم: «فيه أولاد كتير كان وزنهم زايد وخسوا معايا وحياتهم فرقة جداً بسبب العجلة ونفسي كل طفل عندنا في الصعيد يكون عنده عجلة ويسافر بيها ويتعلم حاجات جديدة هتفرق في شخصيته».

من بينهم أحمد سامح، 16 عامًا، الذي تعلم ركوب الدراجات قبل عامين، وقرر شراء عجلة لقطع مسافات طويلة بها بمساعدة مدربه: «بدأت بـ2 كيلو لحد ما وصلت لـ200 والموضوع فرق في حياتي جدًا»، لافتًا إلى قيادة الدراجات انعكس عليه بالإيجاب فبدأ يلاحظ تفوق الدراسي وبعده عن المشتتات والسوشيال ميديا، فضلًا عن اهتمامه بنظامه الغذائي وصحته: «بقيت أحسن».

«أحمد»: الإنجازات بتفرق في حياتي

يقول إنه قطع مسافة 150 كيلو من سوهاج إلى قنا برفقة الفريق، وتمكن من الصعود للفريق الأول بعد تميزه ونجاحه في تطبيق كافة الشروط وكسر المسافات المطلوبة: « بيكون فيه اهتمام بالسرعة والانتظام في الرايد والمواعيد واتعلمت إزاي أصلح عجلتي لو اتعطلت مني على الطريق وفرحان بالإنجازات اللي بحققها لأنها بتفرق في حياتي جدًا وخلتني بقيت أفضل من قبل كده».

تجربة مشابهة خاضها بِشر طلعت، 15 عامًا، الذي تغير نفسيًا وصحيًا للأفضل نظرًا لمعاناته مع مرض السكري دخوله في غيبوبة بسبب إهماله للأدوية، وساعدته دراجته على تجاوز محنته والدخول في تحدي مع نفسه وكسر حاجز الـ200 كيلو متر على الطريق متمنيًا أن يتخطى الألف كيلو في السفرية الواحدة: «بخطط أروح الغردقة بالعجلة وألف مصر كلها بيها لأنها ساعدتني أكتر أكون أحسن واتغلب على مرضي».

الاحتراف منذ الصغر

يشير إلى أنه تلقى الكثير من التدريب منذ أن قرر الانضمام للفريق وتحسن مستواه مع مرور الوقت وأصبح محترفًا في سن صغير: «بقطع المسافات دلوقتي وأنا مستريح وعملت 100 كيلو و165 وكنت ببطل وبرجع عشان صحتي والامتحانات لكن دلوقتي نفسي أزود المسافات وأشبع شغفي».