رغم رحيله منذ أعوام، إلا أنه لم يفارق ذهنها يوما، خاصة أنها ورثت عنه الرحمة والموهبة، التي راودت أحلامها وفتحت طريقاً لمستقبلها، لذا بدأت نجاة محمد، مسيرة كفاح رغم صغر سنها، لتنعي والدها الراحل بفستان من تصميمها، ويلمع اسمها في بضعة أشهر.
ورثت «نجاة» البالغة من العمر 23 عاماً، موهبة الرسم من والدها، وكانت تنميها وقت فراغها وفي الإجازات الصيفية، لذا التحقت بكلية التربية قسم فنون جميلة، لتشعر بسعادة بالغة، بعد أول خطوة في طريق أحلامها، ولكن لم تدم فرحتها، لتترك الكلية وتنتقل إلى كلية الآداب فسم تاريخ، نظرا لتعثر الأسرة مادياً في ذلك الوقت، حسب حديثها لـ«»: «والدي توفى من 9 سنين، فمكنتش حابة أتقل على والدتي أكتر من كدا، وخاصة إن كلية فنون جميلة بتصرف كتير عشان في شغل عملي».
«نجاة» تحقق حلمها
لم تنس «نجاة» حلمها بالتصميم رغم تحول مسار دراستها، لتبدأ أولى خطواتها على أرض الواقع، وتتعلم الخياطة في دورات تدريبية، إلى جانب قدرتها على الرسم، لتتمكن من إنشاء مشروع صغير داخل منزلها، إذ اشترت ماكينة خياطة و«مانيكان»، وإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لعملها.
مشروع عمل وتخرج
بدأت «نجاة» مشروعها منذ 5 أشهر، وتزامن ذلك مع حفلة تخرجها، لتدمج بين الحلم والدراسة في فستان أزرق من تصميمها، لتطل على المنصة كأنها ملكة، بحسب كلامها: «كنت عايزة أشكر والدي لأن هو اللي علمني، وكان نفسه يشوفني بحقق حلمي، والفستان عجب كل زمايلي وأساتذتي، وبقى عندي شغف أكبر».
«نجاة» فنانة شاملة
«نجاة» فنانة شاملة في مجالها، مصممة أزياء وصاحبة براند ومروجة لأعمالها، فهي تدير مشروعها بالكامل دون مساعدة أحد، واتجهت لرسم البورتريهات إلى جانب التصميم، ونفذت أول إطار يجمعها مع والدها الراحل، وفقاً لها: «في ناس بتشتري تصاميمي، وفي بيطلبوا حاجات معينة بعملها».