الفنانة نجاح سلام
على مدارس سنوات، كانت أغاني الفنانة نجاح سلام، بمثابة وقود لتحفيز الروح ية، وارتبط صوتها بالقومية العربية، وظلت أعمالها حتى الآن حاضرة في كل المناسبات ية، لتظل أغانيها خالدة حتى بعد رحيلها اليوم الخميس.
ونجحت الراحلة نجاح سلام مع سعاد محمد نور الهدي، وكوكب الشرق أم كلثوم، في تقديم العديد من الأغاني ية، التي ألهبت مشاعر الأمة العربية، بحسب ما أكدت ابنتها سمر سلمان العطيفي، لافتة إلى الراحلة التي وافتها المنية صباح اليوم، كانت سعيدة بترديد الأجيال الحالية لأغانيها ومعرفتهم بها رغم مرور السنوات.
وأضافت ابنة الفنانة الراحلة، أن انتماء والدتها لمدرسة أم كلثوم جعلها مطربة كبيرة تمتلك قدرات فنية عالية، ومكنها من أداء كافة الأشكال والالغنائية: «ماما كانت بتحب ، بطلة وبتحب مصر، تسجيلات حفلات زمان زي حفلات أضواء المدينة، بتبين أن ماما مش مطربة خفيفة، ماما مطربة كبيرة جدا بالنسبة للنواحي الفنية، وكمان عندها قدرة تغني كل الالخفيفة والحوارات وحتى الكوميدية، مع غنائها للقصائد الكبيرة، السنباطي كان يحب صوتها ولديها حوالي 7 أو 8 ألحان من الحاجات الكبيرة».
موقف وطني للفنانة نجاح سلام بالعدوان الثلاثي على مصر
يـ«ظالمني» القصيدة التي تحبها الابنة لوالدتها الفنانة نجاح سلام، من تأليف فاروق شوشة، «ماما غنتها بأداء جميل»، لافتة في تصريحات خاصة لـ«»، إلى العديد من المواقف ية والسياسية التي قامت بها والدتها لمصر والعربي، أبرزها مكوث والدها ووالدتها بالاستديو رافضين المغادرة طوال أيام العدوان الثلاثي على مصر، فكان والدها يكتب ويلحن الأناشيد وتقوم والدتها بغنائها، «حتى سمعت الكلام ده برضو من الإذاعي أحمد سعيد نفسه الله يرحمه، بابا وماما كانوا بيباتوا بالإذاعة ورفضوا يمشوا غير بعد ما العدوان خلص».
الأعمال ية بدون أجر طوال مسيرة نجاح سلام الفنية
رفض الزوجان، الحصول على أي مقابل مادي بعد انتهاء العدوان الثلاثي من الإذاعة، بحسب حديث ابنة الفنانة نجاح سلام، كاشفة أنهم ظلوا طوال حياتهم يرفضون الحصول على أي أجر مادي على أعمالهم ية والقومية، «الإذاعة كانت عايزة تديهم أجر بعد العدوان الثلاثي، الوحيدين اللي رفضوا بابا وماما، رفضوا ياخدوا ولا مليم».
دعم المجهود الحربي بفلسطين وغزة
فلسطين كان لها نصيبا من الأعمال ية لنجاح سلام، وفقا لابنتها، فقد ظلت طوال حياتها منخرطة بالهم القومي والعربي: «ماما كان لها دور في دعم المجهود الحربي بغزة وفلسطين، هي منخرطة بالعمل القومي من بداياتها»، مشيرة إلى أنها بدأت الفن بعمر صغيرة وهي ابنة الـ 13 عاما، حيث بدأت بالغناء بحلب والقاهرة وبغداد، قبل أن تبدأ الاحتراف وهي بعمر الـ 17 عاما من مصر، «الحكايات والمواقف ية لبابا وماما كتير جدا جدا».
مطربة العروبة
وقال محمد شوقي المؤرخ الفني في حديثه لـ «»، إن الفنانة نجاح سلام بدأت حياتها الفنية مبكرا بلبنان، وهي صبية صغيرة ابنة 12 سنة، وسمع صوتها محمد عبد الوهاب وهي برفقة حلمي رفلة بلبنان، وهم من أقنعوها بالذهاب إلى مصر، «علطول حلمي رافلة قالها لازم تيجي مصر، وهعملك فيلم، وده اللي حصل فعلا وشاركت بفيلم على كيفك عام 1951، مع محسن سرحان وليلى فوزي وإسماعيل ياسين وتحية كاريوكا وتم العرض عام 1952».
بداية مبكرة بالفن
توالت على النجمة الصغيرة الأعمال الفنية، وأصبحت نجاح سلام قاسما مشتركا بالعديد من الأعمال الفنية مع إسماعيل ياسين وأحمد رمزي، بالكمساريات الفاتنات ودستة مناديل وابن ذوات، ومع شكري سرحان في الدنيا لما تضحك، وحتى آخر أفلامها سر الهاربة، مع كمال الشناوي وسعاد حسني وشكري سرحان، وفقا لـ«شوقي»، لافتا إلى أنها كانت حريصة على أن تكون مطربة في المقام الأول قبل أن تكون ممثلة.
مسكن للإقامة بمصر وأوسمة عن لأعمال ية
وردة الجزائرية، في بداياتها تم تشبيهها بالفنانة نجاح سلام، كونها تجمع بين الغناء والتمثيل، وكذلك لوجود تشابه كبير بالملامح بينهما في ذلك الوقت، بحسب المؤرخ الفني، لافتا إلى أداء نجاح سلام للعديد من الأغاني ية على مدار مسيرتها الفنية، أبرزها مصر مقبرة الغزاة التي تم تكريمها بعدها ومنحت وسام وشهادة الشرف من الرئيس السادات سنة 1971، على مجمل أعمالها ية، كما سبق وكرمها الزعيم جمال عبد الناصر في منتصف الستينيات ومنحها وسام، «الرئيس جمال عبد الناصر، قالها إنت فين وحشيتنا من زمان، وأخبرته أنها كانت متواجدة بلبنان في ذلك الوقت، فأمر عبدالناصر بمنحها شقة إيجار لتوفير مسكن لها للإقامة بمصر».
زواج بقرار جمهوري
الزعيم جمال عبد الناصر علم برفض والد الفنانة نجاح سلام ارتباطها بالمخرج اللبناني محمد سلمان، وبأحد احتفالات الثورة انتهز الزعيم الراحل وجود نجاح سلام رفقة والدها ووجود الفنان محمد سلمان، وتوسط للزواج بينهما عند والدها، خاصة وأن هذا الموضوع كان مثارا على صفحات الجرائد، وبالفعل تم الزواج الذي لم يكن ليحدث لولا وساطة الزعيم جمال عبد الناصر، وهو ما ذكرته الفنانة نجاح سلام بحديث صحفي لمجلة الكواكب وفقا لـ« شوقي».