«مات ملك الكرة الشراب.. لعبت معاه أحلى سنين عمري»، بهذه الكلمات يودّع لاعب الترسانة السابق، صديق عمره الكابتن سعيد الحافي، الذي وافته المنية قبل يومين، كيف لا وهو الذي أفنى حياته في سبيل كرة القدم، انطفأ نوره بوفاته في منطقة إمبابة، لكن سيبقى نوره ساطعًا ومتوهّجًا ومتلألئًا.
وفي وداعه، يحكي الكابتن سيد يوسف، لاعب الترسانة السابق، ذكرياته مع الراحل، إذ كان سعيد فتحي الشهير بـ«سعيد الحافي»، من منطقة العمال في إمبابة، وكان مشهورًا في فترة السبعينيات بلعب «الكرة الشراب»، وجمعه مع نجم الترسانة اللعب في فرقة «الشرفاء»: «كنا عايشين مع بعض ماتشات شبه يومي».
«الحافي» كان يعمل بأحد مصانع الكبريت
وعلى الجانب الإنساني، يقول الكابتن سيد يوسف، إنّ «الحافي» طيبًا حنونًا بسيطًا جدًا عزيز النفس، وكان يعمل بأحد مصانع الكبريت، احترف لعب الكرة الشراب، ولم يحالفه الحظ لأن يلعب الكرة بشكلها الحديث «خدناه مرة نادي الزمالك بس لما لبس الجزمة معرفش يلعب كويس عشان كان متعود يلعب حافي»، مُضيفًا أنّ الحافي كان يتقاضى نحو 25 جنيهًا في المباراة الواحدة.
وعن الدورات التي جمعته بالراحل، يروي «يوسف» لـ«»، أنّهما لعبا معًا عدة دورات مع «الشرفاء» بقيادة مدير الفريق آنذاك، وعصام الغندور، ومحمد عباس نجم الأهلي، ومجدي بطاطا نجم السكة الحديد والأهلي، وعباس فخري نجم الترسانة، وماهر زكي ومسعد والحارس سمير وسعيد الخضري، مثل دورة القلعة «أرض محروس» ودورة القللي، ودوري مبرة طلعت حرب بالعباسية، وأرض عزيز عزت في إمبابة.
كان سعيد الحافي، يوجه إلى صديقه لاعب الترسانة العديد من النصائح والتعليمات، إذ كانت هذه النصائح دافعًا له عند لعب كرة القدم في الدرجة الأولى «تعليمات سعيد أثرت فيا جدًا ونمت فيا الشخصية والمهارة ومخلتنيش أخاف».
كان كبر سنه والذي تجاوز الـ30 عامًا وقتها، وعدم امتلاكه مهارة اللعب في المساحات الواسعة، سببًا في فشل «الحافي» باللعب في نادي الترسانة بجوار صديقه «كان بيضحك على نفسه لما بيجي يلعب في الملعب الكبير، عشان مكانش متعود على المساحات دي، لأنه كان بيلعب الكرة الشراب في 20 أو 30 متر»، بحسب «سيد يوسف».
ماتش اعتزال لنجم الكرة الشراب
وسعيد الحافي هو لاعب الكرة الشراب الوحيد في مصر الذي أُقيلم له ماتش اعتزال حضره عددًا من نجوم الكرة المصرية، مثل الكابتن حمدي نوح ومجدي كامل ومصطفى يونس، مُضيفًا: «أنا والكابتن محمد رمضان اللي فكرنا نعمله ماتش اعتزال في أرض عزيز عزت في إمبابة وكان وقتها عنده 36 أو 37 سنة».
ويقول الكابتن سيد يوسف، إنّ «الحافي» لم يتزوج أو ينجب أطفالًا، وكان يعيش مع أخته التي وافتها المنية قبل شهرين، وجرى تكريمه بمركز شباب إمبابة منذ 4 أشهر «اترفد من الشغل ومكانش ليه دخل، وحياته كانت صعبة جدًا وكان مريض بالكبد وبيجيله إغماءات كتير».
وانحسرت حياته في الفترة الأخيرة بين التنقل برفقه صديقه نجم الترسانة أو محبيه من اللاعبين في مدينة العمال، ورحل في هدوء بعد أن كرّس حياته للعب «الكرة الشراب» عن عمر ناهز الـ74 عامًا، ودُفن جثمانه يوم السبت الماضي، في مسقط رأسه بمنطقة إمبابة بالجيزة.