| «نجوى» تسافر بالعجلة من الزقازيق لدهب: «بحارب الاكتئاب بعد وفاة والدي»

أهداها والدها دراجة منذ الصغر، فعشقت ركوب الدراجات وراحت تجوب بها الشوارع القريبة من منزلها مثل بقية أقرانها، إلا أنّ رحيل والد نجوى إبراهيم كان سببًا في اكتئاب عانت منه لشهور حتى قررت أن تحارب الحزن والاكتئاب بـ«العجلة»، وتطوف بها محافظات الصعيد والوجه البحري انطلاقًا من مسقط رأسها بالزقازيق.

6 أو 7 أيام رحلة «نجوى» من الزقازيق إلى دهب

نجوى إبراهيم، 31 عامًا، حاصلة على ليسانس الآداب قسم التاريخ، تروي لـ«» كواليس رحلة طويلة استغرقت بالعجلة نحو 6 أو 7 أيام من الزقازيق حتى مدينة السحر والجمال دهب الواقعة بجنوب سيناء، بعد أن نجحت في تجربتها الأولى في السفر من القاهرة لأسوان: «بعد ما خلصت رحلتي لأسوان بدأت أسأل عن الطريق السهل اللي ممكن أخده بعد كدا وميكونش فيه صحراء».

انتقادات عدة واجهتها ابنة محافظة الشرقية من قِبل أصدقائها، كونها فتاة تسافر بمفردها على الطريق، إلا أنّ ذلك لم يُثنيها عن قرارها الذي اتخذته مُسبقًا، فقررت أن تستعين بأهل منطقة دهب عن أفضل الطرق التي يمكن أن تسلكها خلال رحلتها: «بدأت أسأل أهل دهب عن أحسن طريق أسافر عليه وقالولي على حاجة، وقررت أني أخد السفرية لوحدي زي سفرية أسوان».

بعض الصعوبات واجهت الفتاة الثلاثينية بعد أن اتخذت طريقًا خاطئًا وهو طريق جينفة والذي يخلو تمامًا من أي خدمات يمكن أن تساعدها في طريقها، فضلًا عن تعرض جشمة السرعات الخاصة بالدراجة للكسر: «حسيت إن السفرية باظت من أول يوم وسألت ناس كتير من زمايلي إزاي أصلحها وقدرت أغيرها بمساعدة حد من زمايلي اللي كلمته في الطريق وبعدها كملت رحلتي».

الأكل والمياه هما أهم رفيقان لـ«نجوى» في رحلتها على الدراجة، خاصة وأنّها تستمر في القيادة المتواصلة لمدة تتراوح بين 5 إلى 6 ساعات حتى تصل إلى فندق تحجزه مسبقًا بين كل بلدة وبلدة تقضي به ليلة واحدة أو اثنين ثم تستكمل الرحلة: «بحجز في كل بلد فندق وفيه حد من أهل البلد كان معرفني كل حاجة لحد نهاية الطريق»، بحسب «نجوى» والتي أشارت إلى ضرورة الوصول إلى كل وجهة في وضح النهار حتى لا تضطر إلى القيادة ليلًا.

سيناء أحد المشاهد التي لا تنساها «نجوى»

كانت جنوب سيناء من أحلى المشاهد التي علقت في ذهن «نجوى» خاصة محمية رأس محمد، فـ راحت تلتقط صورًا مختلفة للمدينة خلال الرحلة: «سيناء كانت من أحلى البلاد اللي ممكن الواحد يشوفها في حياته وتحسيها كأنّها حتة من الجنة من كتر حلاوتها»، لافتة إلى أنّها دائمًا ما كانت تتلقى الدعم والمساعدة من رجال الأمن المتواجدين في نقاط التفتيش على الطريق: «ناس كتير كانت بتقدملي مساعدة ويعرضوا عليا يملولي مياه ساقعة أو يستضيفوني أريح عندهم شوية».

كانت الطبيعة الجبلية لمناطق نويبع وطابا بسبب المرتفعات، حائلًا بين استكمال «نجوى» لرحلتها، فاكتفت بالوصول إلى مدينة دهب واستقرت بها حوالي ثلاث ليالِ قبل عودتها للزقازيق، إذ تحكي إنّ هذه الرحلة شكّلت فارقًا ملحوظًا في تحسين بنية الجسم وإنقاص الوزن: «أنا بسبب العجلة مبيبانش عليا سني، وكمان ساعدتني إني منطقة البطن خسّت بشكل كبير وخلتني أفضل صحيًا بشكل كبير».

وتنوي نجوى إبراهيم في الانطلاق بالعجلة في مغامرة أخرى إلى إحدى المدن أو المحافظات المصرية، بعد دراسة أفضل الأماكن التي يمكن أن تسلكها بالعجلة: «أنا بخطط لكل حاجة قبل السفر ولازم أبقى عاملة حسابي لكل حاجة قبل ما أبدأ الرحلة عشان أنا في الأول وفي الآخر بنت وبسافر لوحدي»، بحسب «نجوى».