| نحات يشارك في قمة المناخ بتمثال «خردة» طوله 5 أمتار: «خلصته في وقت قياسي»

بمجرد أن تطأ قدماك المنطقة الخضراء Green zone في محيط المركز الدولي للمؤتمرات، الذي يضم فعاليات مؤتمر قمة المناخ COP27 في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، تقع عيناك على تمثال بطول خمسة أمتار مصنوعا من الحديد وكاوتش الدراجات صمّمها النحات المصري أحمد موسى، لتكون رسالته إلى العالم بأهمية إعادة تدوير المخلفات لما تشكّله من خطورة تهدد حياة البشر.

التمثال يرمز إلى امرأة راقصة في حركة انسيابية

وجسد التمثال الدكتور أحمد موسى، مدرس النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وهو عبارة عن امرأة راقصة، ترفع يديها إلى السماء بانسيابية على الرغم من خشونة المواد المصنوعة منها، وفق حديثه  لـ«»: «كانت فكرتي عن التمثال أنّه يكون من مواد معاد تدويرها زي باقي الأعمال الموجودة في المنطقة الخضراء بمكان المؤتمر».

مجسم المرأة راقصة، هو تجمع لآلاف القطع الحديدية التي تسقط من ورش الأشغال، الفستان مصنوعا من كاوتشات الدراجات التالفة، ويمثل العمل ثلاث أفكار رئيسية بحسب «موسى»، إذ تمثل فكرة القطع الصغيرة في تجمعها قوة ومعنى لا يتحققا إلا بالوحدة، وهذه الفكرة هي قلب المجتمع الإنساني أو الحضارة التي لا تتحقق أبدًا بفعل فردي ولكن بتجمع وتشارك الجميع.

وأضاف المدرس بكلية الفنون الجميلة، أنّ الفكرة الثانية تتمثل في عكس أدوار الخامة، فخامات قاسية مثل الحديد والكاوتش يتحولان إلى شكل امرأة ترقص بكل ما يحمله من إحساس فني وإنساني ناعم ومرهف وهو ما يثير العقل لإعادة النظر في ماهية الأشياء فربما تحمل أكثر مما يبدو منها.

الفكرة الأخيرة، تجسدت في إكساب القيمة لما يبدو أنه لا قيمة له، فكل الخامات المستخدمة من الخردة، ولكن بعد التنفيذ اكتسبت قيمة أكبر كثيرًا من قبل، وهذه القيمة مصدرها الفعل الفني والشعور الجمعي للإنسانية: «هذا العمل يمثل شيء ما نعلمه جميعًا، حتى باختلاف تقديرنا الفني له، ولكن اتفاق الفكرة تكسب العمل قيمة إنسانية في حد ذاتها»، بحسب «موسى».

التمثال المصنوع على أرض المنطقة الخضراء، جرى تصنيعه في غضون 10 أيام فقط، بعد طلب من الشركة الخاصة لتنظيم المؤتمر لتنفيذ عمل فني يتناسب مع فكرة إعادة تدوير المخلفات: «الشركة كلمتني ووقتها حطينا أفكار سريعة وابتدينا التنفيذ على طول لأنّ الوقت كان قليل جدًا ويعتبر خلصته في وقت قياسي، عمل زي ده 5 أمتار بياخد شهور شغل، لكني كنت عايز أشارك في المؤتمر فخلصته على طول».

موسى: مشاركتي في قمة المناخ تزيدني فخرًا

وقال أحمد موسى، إنّ قمة المناخ التي تُعقد حاليًا على أرض مدينة شرم الشيخ المصرية هو أمر يدعو للفخر والسعادة، ومشاركته في ذاتها بعمل فني يُعرض حاليًا أمام كبار زوار العالم يزيده فخرًا: «مشاركتي في حدث عالمي زي ده زوّدت عندي إحساس الفخر والسعادة، غير إني تلقيت إشادات كتير بالتمثال فـ ده خلاني أشعر بالرضا أكتر».

ومن المقرر بحسب «موسى»، أن تبقى التماثيل في المنطقة الخضراء طوال أيام فاعليات قمة المناخ، وبعد انتهاء المؤتمر سيتم الاحتفاظ بها وتوظيفها سواء في نفس المنطقة بشرم الشيخ أو منطقة أخرى: «التمثال عملته من خامات قوية جدًا تعيش، فـ ممكن يتم الاحتفاظ بالتمثال بعد انتهاء المؤتمر».

يذكر أنّ النحات أحمد موسى هو صاحب تصميم التمثال الموجود بممشى أهل مصر على كورنيش النيل في مواجهة فندق هيلتون، والذي يرمز للمرأة المصرية، بارتفاع 3 أمتار ونصف، والقاعدة بلغ طولها مترًا، ليكون إجمالي طوله 4.5 متر، في فترة استغرقت ما يزيد على عام للتنفيذ.