وسط عدد كبير من البلالين متعددة الوالأحجام، تقف الفتاة الثلاثينية نداء حمدي، ابنة محافظة أسيوط، منهمكة في العمل، وبتركيز واستمتاع حقيقيين تضع الواحدة إلى جوار الأخرى، بجانب الزينة بطريقة مبهرة لتفضي في النهاية إلى ديكور يخطف الأنظار، يزين حفلات الخطوبة أعياد الميلاد ومراسم كتب الكتاب، حيث جمعت بين حبها للبلالين والزينة ومهارتها في تصميم الديكورات، وراحت تستخدمهما لمواجهة الحزن القابع في قلبها بعد وفاة والدها.
«نداء» تتخلص من حزنها على وفاة والدها بـ«البلالين»
«من وأنا صغيرة بحب البلالين وبحب أزين كل حاجة حوليا، وتحولت هوايتي لمصدر دخل»، هكذا روت «نداء»، ابنة محافظة أسيوط قصتها لـ«»، مؤكدة أن عملها في تصميم الديكورات بالزينة، بدأ منذ صغرها، لكن وفاة والدها قبل نحو 9 سنوات، جعلتها تدخل في حالة نفسية سيئة لفترة طويلة، فلم تجد فيها منفسًا من الحزن القابض على قلبها سوى الانهماك بين البلالين وأدوات الزينة لابتكار ديكورات جديدة: «كنت بحاول أشغل نفسي بأي حاجة وخلاص، وملقتش أفضل من البلالين».
أشكال كثيرة أنجزتها «نداء»، خلال هذه الفترة، ودائمًا تحظى بإشادة من أسرتها وأصدقائها حول مهارتها في تنظيم البلالين وعمل ديكورات مبهرة في الحفلات والمناسبات العائيلة، ما لفت نظرها بقوة إلى مهارتها هذه وفكرت في تحويلها إلى مصدر دخل، لذا راحت تعمل على تطويرها وتنمية مهاراتها من خلال الحصول على عدة دورات تدريبية مكانها من العمل كـ wedding planner، وفقا لها.
«مافيش شغل مريح أو من غير تعب، بس فعلا الشغل والتعب بيكونوا ممتعين لما الواحد يشتغل في الحاجة اللي بيحبها»، تقولها صاحبة الـ٣٣ عامًا، والحاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة أسيوط، وأن أكثر ما يسعدها في عملها هي تلك المهارة التي تستخدمها لتحوِّل كومة من البلالين إلى ديكور وشكل جمالي يدخل البهجة في قلوب كل ناظريه: «بتفرَّح الناس بأبسط حاجة وبتعمل شكل مبهج يدي طاقة إيجابية».
«نداء»: نفسي يبقى ليا مكان كبير باسمي وأعلم ناس كتير
رغم الشهرة الكبيرة التي حظت بها الفتاة الثلاثينية، في مجال تصميم الديكورات ووضع لمستها في العديد من الحفلات والمناسبات المختلفة مثل حفلات الزفاف وأعياد الميلاد، إلا أنها مازالت تحلم بالكثير، أولها تدريب عدد كبير من الناس وتعليمهم هذه المهارة، وغفقا لها: «الحمد لله دلوقتي انا وواحد شغال معايا اسمه بهاء محمد مسؤولين عن تزيين كافيهات ومطاعم ومحلات براندات كبيرة في أسيوط».
تؤمن «نداء»، أن الإبداع لا سقف له؛ لذا تبذل ما في وسعها دائمًا لتقديم الأفضل من خلال محاولة ابتكار ديكورات جديدة: «بحلم في المستقبل إني أبقى أكبر ويدنج بلانر ويبقى اسمي معروف وأقدم حاجات مختلفة»، لافتة إلى إنها في أحيان كثيرة تقدم مهارتها هذه كخدمة مجانية لغير القادرين لإدخال الفرحة إلى قلوبهم.