الإعاقة لم تنل من عزيمتها وإصرارها على تحقيق أحلامها وطموحاتها، لم تستسلم لنظرات المحيطين بها لكونها من ذوى الإعاقة، لأنها من قصار القامة، وسعت لتحقيق أحلامها معتمدة على قدراتها فقط، لتثبت لنفسها وللجميع أنها كالأصحاء.
ندى أحمد، 16 عاماً، ابنة مدينة نقادة بقنا، من قصار القامة، ولم تتح لها فرصة التعلُّم فى المدارس، لكنها اعتمدت على نفسها بواسطة أجهزة بسيطة ومحت أميتها بنفسها دون مساعدة من الآخرين.
ظروف خاصة منعت «ندى» من الالتحاق بالمدرسة مثل أقرانها، وخاضت رحلة لسنوات للحصول على علاج لإعاقتها، لكن محاولتها باءت بالفشل، فقررت بدء مسيرتها التعليمية فى وقت متأخر بالاعتماد على نفسها.
بعدما تجاوزت سن العاشرة بدأت بحفظ القرآن، فكانت تمسك الهاتف المحمول وتستمع إلى السورة فى الهاتف وتردد خلفه، حتى تتمكن من حفظ السورة كاملة، وبهذه الطريقة تمكنت «ندى» من حفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم، وتسعى لاستكمال الحفظ، وعن ذلك قالت: «الموضوع كان صعب، بس كان عندى إصرار إنى أكمل، وبابا وماما وشيخ الكُتَّاب ساعدونى».
التحقت «ندى» بفصول محو الأمية فى قريتها، وحققت فيها تقدماً كبيراً، وقررت الاعتماد على نفسها فى تعلُّم القراءة والكتابة، فاستطاعت من خلال الهاتف المحمول تعليم نفسها ذاتياً، حتى تمكنت من إجادة القراءة والكتابة، لتثبت لنفسها وللمحيطين بها أنها قادرة على النجاح، وتابعت: «هفضل أكمَّل مذاكرة لحد ما أحصل على الشهادة الجامعية».
لم تتوقف «ندى» عند هذا الحد فى تنمية مهاراتها وقدراتها، وسعت للتعلُّم ذاتياً المهارات التكنولوجية الحديثة والحاسب الآلى، والتسويق الشبكى، وأضافت: «الموضوع مش صعب بس محتاج منى وقت وإصرار، وهدفى توفير عائد مادى لأداء العمرة، وحلمى الوصول للمرحلة الجامعية والحصول على الشهادة العليا، حتى يكون لى كيان وظيفى ومهنة».