بدأت حياتها مثل الكثير من أقرانها في نفس العمر، تزوجت وأنجبت اثنين قبل أن تنهي مرحلتها الجامعية، في عام 1995 تخرجت في كلية التجارة جامعة القاهرة، لتتجه إلى خارج البلاد برفقة زوجها، إذ تنشغل بعدها بالاهتمام بمنزلها وأولادها، فضلا عن دراستهم وتحفيظهم للقرآن الكريم وممارسة الرياضة اليومية وغيرها من المسئوليات، مرت الأيام لتعود إلى أرض وتحصل على شهادة جامعية للمرة الثانية.
تميزت بموهبة الرسم لكنها لم تدرك ذلك، إلا بعد رسمها لوحة فنية لابنتها للمشاركة بها في أحد المعارض الخاصة بمدرستها، حتى نالت إعجاب الجميع، لتبدأ بعدها نرمين نديم، ابنة محافظة القاهرة، في الاهتمام بموهبتها الكامنة والتطوير منها، قائلة: «كانت عندي الموهبة بس مكنتش واخدة بالي بس كانوا بيقولولي أنتي بترسمي حلو جدا، وفي يوم بنتي كانت عايزة ترسم لوحة للمدرسة جربت ارسمها، وعجبت الناس جدا»، بحسب ما روته لـ«».
الإصرار على تعلم الرسم بحرفية أكثر
«بدأت ارسم وكبر حبي للفن واعلم نفسي وأسافر للرياض عشان اشتري كتب واتعلم أصول الرسم والمنظور والنسب الصحيحة».. هكذا عبرت «نرمين»، بعد أن كبر أبنائها وأصبحوا يعتمدون على أنفسهم، وتمتلك الوقت الكافي لتحقيق ذاتها، ازداد لديها الإصرار على تعلم الرسم بحرفية أكثر، اشتركت في العديد من المعارض، لكنها كانت تجهل أساسيات القواعد التي رُسمت بها اللوحات، إذ تقرر التعلم بشتى الطرق.
الخوف من خوض تجربة الالتحاق بكلية الفنون
قدمت «نرمين» للالتحاق بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، قائلة: «قدمت امتحان القدرات مع طلبة الثانوية العامة، ونجحت لكن القرار كان صعب إزاي هدرس وأنا في العمر دا وخوفت من التجربة لتكون فاشلة» حسب تعبيرها، واجهت صعوبات كثيرة في طريقها منها ما يعتقد أن ما تفعله مجرد هراء وأن تجربتها فاشلة بشتى الجوانب، فضلا عن خوفها من التقصير سواء في المنزل أو الدراسة.
الالتحاق بالجامعة في عمر الـ50
«كان تحدي ليا أني لازم أنجح في الطريق اللي اخترته.. وعديت أول سنتين بامتياز والكل اتفاجئ مني» موضحة أنها نالت تشجيع أولادها والمقربين منها، وكان ذلك حافز لها أن تنجح أكثر، انهالت عليها الكثير من الأسئلة من زميلاتها في الجامعة كيف أن تكون بهذا العمر وتدرس معهم، فضلا عن الاهتمام بواجباتها المنزلية بعد قضاء يوم شاق داخل الحرم الجامعي.
«نرمين» مصدر إلهام للسيدات
توالت السنين على «نرمين» لتجد نفسها تخرجت في كلية الفنون الجميلة، وأصبحت إلهام للكثير من السيدات، قائلة: «الناس دايما تسألني انتي عملتي كدا إزاي.. إحنا عايزين نعمل زيك»، وكان ردها: «حب العلم ليس له عمر ولا حدود»، موضحة أنها تفتخر وتعتز بإصرارها على الوصول وتحقيق ذاتها.