عندما تسأل الأطفال الصغار السؤال التقليدي، «ماذا تريد أن تعمل عندما تكبر؟»، عادة ما تكون الإجابة طبيب أو مهندس أو ضابط أو حتى ممثل، لكن الغريب أن تختار طفلة في الحادية عشر من عمرها، أن تعمل طبيبة تشريح، والسر وراء اختيارها لهذه المهنة يكمن في فيلم وثائقي شاهدته مع والدتها وكان يتضمن أول فحص تلفزيوني مباشر بعد الوفاة.
كبرت ألكسندريا بوزر، وعملت طبيبة في المجال الذي تريده، وأصبحت كل تعاملاتها مع جثث للتحقق من سبب الوفاة، هل هي طبيعية أم جنائية؟
تقول ألكسندريا بحسب صحيفة ميرور البريطانية، إنها سعيدة بعملها وتقضي أسعد أوقاتها داخل المشرحة، مشيرة إلى أن عمل طبيب التشريح يعتمد على إزالة أحشاء المريض ثم إعادتها بعد الفحص الدقيق: «بمجرد أن أزيل كل شيء، عندما أتوصل إلى سبب الوفاة، أعيد كل شيء في جسم المريض مرة أخرى، وبعناية شديدة كما كان، ثم أضعه في الكتان النظيف وأعيده إلى الثلاجة».
ليس المهنة بهذه السهولة، فالعاملون في هذا المجال يواجهون صعوبات كثيرة في حياتهم، فهناك حالات تأثرت بها «ألكسندريا» بشكل كبير، ولن تنساها على الإطلاق، «في بعض الأحيان تكون حالة الوفاة مؤلمة، وتترك في نفسي حزن عميق، وأحيانا أشعر بالحزن الشديد عندما أتواصل مع عائلة أحد المتوفين، أو أتعامل مع حالة ماتت نتيجة الانتحار، فهي الأسوأ بالنسبة لي، لأنه لا يمكن أبدًا تخيل ما مر به هذا الشخص من أحداث أدت به إلى اتخاذ قرار بإنهاء حياته».
ليس الوضع بهذه القتامة فأحيانا ما تضحك أثناء العمل، مشيرة إلى أن بعض الأدوات التي تستخدمها في التشريح، بعضها شبيها بأدوات المطبخ: «نستخدم مغارف وأباريق وإسفنج وسكاكين ومقصات على سبيل المثال لا الحصر، ولدينا أيضا بعض المعدات المتخصصة مثل مقصات الأضلاع والمناشير وخياطة الإبر والخيوط».
تحب «ألكسندريا» عملها بل وتفخر بكونها طبيبة تشريح: «أحب كل شيء في عملي، وتم تعييني للتو مديرًا لتدريب الأطباء المبتدئين، أحب أن أرى الآخرين يحققون وينجحون، وأعتبر نفسي محظوظة جدًا للقيام بعمل يتسم بمهارات عالية وأنصح به أي شخص لديه شغف وتصميم للعمل في مثل هذا المجال المتخصص».