| «نسمة» تهزم التوحد بالرسم واللوحات الفنية: «بيحسن الحالة المزاجية»

كأنها بداخل قفص زجاجي مغلق عليها وعلى أحلامها، لا تستطيع فيه الحركة ورغم معرفتها بإصابتها المبكرة بمرض «التوحد»، إلا أن «نسمة» حولت عجزها إلى قصة نجاح وحققت حلما بدى للكثرين أنه بعيد المنال؛ لتثبت أنه لا يوجد مستحيل أمام العزيمة والإصرار.

نسمة آدم، طالبة في عامها الأخير بكلية الطب جامعة عين شمس، على الرغم من الصعوبات التي واجهتها منذ طفولتها؛ وأبرزها الاختلاط بمن حولها، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام مشكلته، وتحدت جميع مشكلاتها لتحقق حلم من أحلامها وتفتح معرضا خاصا برسوماتها التي أصرت على أن تعبر عن كل مصابي التوحد.

مشكلة مرضية ميزتها عن غيرها

تلعثم، قلة في الكلام، ومشاكل اعتيادية عند الحديث، مرت بها «نسمة» في بداية حياتها وزادت معها بعد وفاة والدها، وهي في العاشرة فأصبحت غير قادرة على التعامل مع الأغراب أو التواجد في أماكن بها ضوضاء، بحسب ما روته لـ«»، متابعة: «كنت قريبة لوالدي جدا من صغري وده أثر على نفسيتي لما مات، وأهلي فضلوا ورايا لحد ما اتشخصت باضطراب طيف التوحد وأنا عندي 11 سنة».

تميزها  واختلافها عن باقي الأطفال في المرحلة الابتدائية جعلها تعاني لوقت طويل من الوحدة، فكانت عرضة أكثر للتنمر: «مش فاكرة حاجة من طفولتي غير أن كل ما يبقي عندي صاحبة كانت بتسيبني في نص الطريق لوحدي»، مشيرة إلى أن والدتها كانت رفيقة عمرها فأخذت بيديها إلى الطريق الصحيح لتكشف لها عن أن اختلافها مميز وصفة وضعها الله بها لتساعد غيرها من الناس.

علاج التوحد بالرسومات

«أنا بتعالج وبعالج بالفن» بهذا المقولة أمنت «نسمة» بحلمها ليكون الرسم جزءا لا يتجزأ من روحها، فكانت تأخذ أوراقها وها إلى كل مكان تذهب فيه، فكانت معرفتها البسيطة تُزيد من شغفها لتقرر أن تصمم 30 رسمة جديدة في شهر واحد لم يسبق عملها قبل ذلك، بحسب قولها.

وأخذ الرسم مع الفتاة العشرينية طريقا آخر، وتقرر أن تعالج به الأطفال المصابين بالتوحد من خلال معرضها الذي استمر 6 أشهر: «لاحظت تحسن نسبي في أداء الأطفال ومهاراتهم»، موضحة أنه في البداية كان الأطفال يشاهدون في صمت وتدريجيا بدأوا يتحدثون: «كل مرة كانوا بيتكلموا بشكل أفضل من اللي قبله».

أحلام عديدة تدور في ذهن «نسمة»؛ منها أن يشهد معرضها إقبالا أكثر من أولياء أمور الأطفال، كما تأمل أن يكون هناك اهتمام أكبر في الكتب المدرسية وحصص الرسم بفئة مصابي التوحد.