| نسناس «هضبة الأهرام» في منزل «الحاج محمد»: واحد مننا

«فى بيتنا نسناس».. كان هذا شعار منزل الحاج محمد سليم، لمدة يومين، حين أمسك بنسناس صغير كان يجوب شوارع منطقة هضبة الأهرام، وعند وصوله لسور بيته وتسلقه الأشجار وسط حالة من الخوف والفزع التى انتابت الجيران، تمكن الرجل الستينى من استدراجه داخل قفص بعد أن أغراه بحبات الموز والفول السودانى.

واقعة طريفة، شهدتها شوارع منطقة هضبة الأهرام، بعد هروب نسناسين وتسلقهما الأشجار بالمنطقة، لكن الأسرة قررت استضافته ليصبح ضيفاً خفيفاً على قلوبهم لمدة يومين قبل تسليمه لقسم شرطة الهرم: «أحفادى حبوه جداً، وبدأوا يلعبوا معاه، وكان عامل حالة حلوة فى البيت»، بحسب الحاج محمد.

ظل النسناس الصغير، الذى أطلق عليه الأطفال اسم «جمعة»، داخل البيت، يلعب ويمزح مع الصغار، الذين فرحوا بوجوده، وبدأوا يلتقطون الصور التذكارية معه، بل واعتبروه واحداً منهم لا يرغبون فى مغادرته البيت، ولكن الجد قرر تسليمه للشرطة، حتى يعود لبيته ومأمنه حديقة الحيوان بالجيزة. نشر الأحفاد صورهم مع النسناس، فاستقبل الجد عروضاً لطلب شرائه بمبلغ مالى قدره 4 آلاف جنيه، لكنه رفض وأصرّ على تسليمه للجهات المختصة لتولى رعايته، توجّه إلى قسم شرطة الهرم لتسليمه، وهناك قامت هيئة الطب البيطرى بفحص النسناس، وإيداعه فى حديقة الحيوان بالجيزة.

تقول زوجة صاحب البيت إنها أحبت النسناس الذى كانت تراه لأول مرة عن قرب، واكتشفت أنه كائن طيب ولطيف يحب اللعب ويستمتع بوجود الناس من حوله: «كان بيمد لنا إيده يسلم علينا، وكنت باصحى بالليل أغطيه علشان البرد كأنه طفل صغير».

ودّع النسناس «جمعة» أصدقاءه بعد قضاء 48 ساعة معهم: «أخدنا رقم المسئول عنه فى حديقة الحيوان علشان نروح نزوره، لأن أحفادى اتعلقوا بيه جداً، وزعلوا لما مشى»، تختتم السيدة الستينية حديثها مطالبة جيرانها بالبحث عن النسناس الآخر الهارب، وتسليمه للشرطة وعدم إيذائه أو الخوف منه: «مابيعملش حاجة، هو بس بيحب الحركة».