تحلم بانتشار اللون الأخضر في ربوع مصر منذ تخرجها من كلية الزراعة، أملا في حياة صحية للمصريين خالية من الأمراض المزمنة، ولكن بعد عمل شوق نبيل كـ«معلمة» لفترة، وجدت أن تلك المهنة رغم أهميتها إلا أنها لن تحقق لها حلمها، فقررت الاستقالة وتنفيذ المبادرات التي تعلم المواطنين الزراعة المنزلية والأسطح، وكان آخر تلك المبادرات هي «نصرة الطبيعة».
مبادرة للتوعية بالطرق الجيدة للزراعة
«حلمي أن أمحو الأمية البيئية وأن المواطنون يعرفوا حق الزرع والغرس وأهميته في الحفاظ على البيئة، وأنه السبيل الوحيد لكي نحظى بحياة صحية في مصر لذا أطلقت مبادرة (نصرة الطبيعة)»، بدأت بتلك الكلمات شوق نبيل، مدرب متخصص في تكنولوجيا الزراعة وتنسيق الحدائق، حديثها عن أفكارها ومبادراتها.
تعتمد المبادرة بحسب «شوق» على عدة محاور كان أهمها هو ما أطلقت عليه «شنطة الطبيعة»: «المبادرة لا تعتمد على الكلمات أو الشعارات البراقة فقط بل أساسها ورش تقدم للكبار والصغار، ولكي أنفذ هذه الورش صممت ما يسمي بشنطة الطبيعة وهي عبارة عن شنطة قماش تحتوي على موارد منتشرة حولنا بسهولة، وأقوم على تدوير تلك الموارد البسيطة لخامات مفيدة».
شنطة الطبيعة
تحتوي «شنطة الطبيعة» بحسب شوق التي عملت لمدة 13 عاما كمدرسة في أسس الزراعة ثم استقالت، على ورق شجر، عقل حجرية، حبوب، جذور نباتات، وأحيانا سماد: «نقوم بتعليم المشاركين كيفية استخدام تلك المحتويات في إنتاج نباتات ومزروعات يمكن الاستفادة منها في تقليل درجة الحرارة أو الحصول على شكل جمالي أو حتي استخدامها كطعام منزلي».
البند الثاني في المبادرة بحسب «شوق» هو التسوق الأخضر وهو ما يعني فهم طبيعة زراعة الخضراوات والـ فاكهة بشكل يدوي: «أنا أحاول دفع الناس إلى العودة إلى الزراعة المنزلية، لأنه لن يساهم فقط في تناول طعام طبيعي أورجانيك خالي من المواد الكيميائية بل أيضا سيكون سببا في التوفير في الميزانية، وهذا لن يحدث إلا إذا فهم المرء طبيعة دورة الزراعة المنزلية وكيفية التعامل مع كل مرحلة بدءا من تجهيز التربة إلى مرحلة جمع الثمار».
مبادرات أخرى أطلقتها «شوق»
تعد مبادرة «نصرة الطبيعة» هي السادسة للمدربة «شوق» فقد أطلقت من قبل مبادرة «مصر الخضراء»، و«محاصيل بدل الكراكيب»، و«بداية شجرة»، و«قهوتك تزرع شجرتك»، و«الحديقة المتنقلة»: «الحقيقة أن مستقبل الأرض وليس مصر فقط بين أيدينا، فلا بد من فهم أهمية اللون الأخضر في الحياة وأنه المنقذ الوحيد لنا في ظل تغيرات المناخ القاسية، لذا كمحاولة لدعم قمة المناخ القادمة والتي ستقام في شرم الشيخ في نوفمبر، أطلقت مبادرة نصرة الطبيعة، لكي نخرج بحلول متكاملة في المجال الزراعي والصناعي تحافظ على البيئة في مصر وتساعد الإنسان يحيا بشكل أفضل»، على حد قولها.