صليب صغير «مدقوق» على يده الطارقة لأبواب البيوت، ليطلب من أصحابها الأقباط أوراقا موقعة منهم «توكيلات»، مضمونها الالتماس بعودة النظر في قرار نقل شيخ المسجد من بين بيوتهم، إلى آخر على أحد جوانب طريق مدخل القرية، مفتقدين ذلك الشاب الذين اعتادوا تواجده بينهم، وتونسوا بحسه في الآذان وإقامة الصلاة وخطبته المعتدلة، مطالبين بعودته بينهم مرة أخرى.
«نصري» جمع توكيلات من أهله الأقباط لعودة شيخ المسجد
بين منازل عائلته في قرية شطورة التابعة لمركز طهطا بسوهاج، تنقل نصري ميخائيل هرمينا، موظف بالمعاش عمره 69 عامًا، يقترح جمع توكيلات من أقباط القرية؛ لتقديمها إلى وزارة الأوقاف؛ طالبًا منهم إعادة الشيخ الشاب محمد أبو العلا، إلى مسجد «العنبة» داخل القرية، حبًا في ذلك الخلوق ذي الأدب والسمعة الطيبة والمودة مع الغير، بحسب وصف «نصري» للشيخ الشاب في حديثه لـ«».
أخلاق الشيخ «أبو العلا» وحدت أهل القرية على حبه
«إحنا عشرة وأهل وأعرفه من وقت ما كان طالب»، بهذه الكلمات عبر صاحب الـ69 عامًا، عن حزنه لانتقال الشيخ «أبو العلا» من المسجد المتواجد بجانب منزله، إلى آخر على طريق مدخل القرية: «بقاله فيه 18 سنة»، ما جعل مشاعر «نصري» توجهه للشيخ بعد قرار النقل؛ ليطلب منه السماح له بجمع التوكيلات من أقباط القرية؛ ليطلبوا من «الأوقاف» تركه في مسجد «العنبة» داخل القرية.
الخطاب الديني المعتدل للشيخ «أبو العلا»، وتعامله الطيب مع الجميع أقباطا قبل المسلمين، جعل «نصري» وعائلته يشعرون بالطمأنينة بتواجده وسطهم، بحسب حديثه: «واكلين مع بعض عيش وملح»، يدخل بيوتهم ويدخلون بيته، يتبادلون الطعام والحديث المثمر، حتى أصبحوا كعائلة واحدة رغم اختلاف الأديان وشكل وطقوس الصلاة.
تلك الواقعة التي ضربت مثلا في أن «الوحدة ية» ليست مجرد تعبيرًا وهميًا في المجتمع المصري، بل هى عقيدة حقيقية يؤمن بها الأقباط والمسلمون، وهو ما استعان به الكاتب الصحفي سامي عبدالراضي، مدير تحرير جريدة «»، خلال حواره مع آية جمال الدين وأسماء يوسف، على شاشة «دي إم سي»؛ لتوضيح مدى التلاحم ي في مصر، قائلا: «قد إيه الراجل ده لمس قلبي»، موجهًا التحية والشكر له على موقفه النبيل.