يجوب شوارع محافظة الشرقية مستقلا «تروسيكل»، حاملا عليه «برميل»، يستخدمه لغسيل السيارات، مقابل عددا من الجنيهات، هكذا استطاع وائل نصر، تنفيذ مشروعه الصغير، وهو عبارة عن مغسلة متجولة لغسيل السيارات.
وائل نصر، الذي يبلغ من العمر 30 عامًا، من منطقة فاقوس بمحافظة الشرقية، يعمل باليومية ومطالب بتوفير نفقات أسرته المكونة من 5 أفراد، وتسانده حماته في تحمل نفقات الأسرة: «أنا مش متعلم، وكنت بشتغل صنايعي كاوتش، وباخد 70 جنيه في اليوم، وعندي أربع عيال وحماتي بتساعدني في دفع إيجار البيت».
جلس «نصر» مهمومًا، يفكر في محاولة لإيجاد طريقة لتوفير الاحتياجات الضرورية لأسرته، والتكيف مع ظروف الحياة: «كان عندي تروسيكل جبته بالقسط وبدفع 1450 جنيه في الشهر، كنت بعمل عليه توصيلات حمولة أسمنت أو بطاطس وغيرها، بس الشغل مش جايب همه، قعدت أفكر أعمل بيه إيه».
تحويل التروسيكل لمغسلة متحركة
يحكي «نصر» تفاصيل تحويل التروسيكل الخاص به إلى مغسلة متنقلة بأقل الإمكانيات: «جاتلي فكرة في دماغي أحول بيها التروسيكل لمغسلة متحركة زي مغسلة العربيات اللي قدام بيت الناس، جبت برميل عشان يبقى هو المغسلة، وجبت الحداد وعملها، وبدأت أعرف الناس بوجود المغسلة وخليت حد ينزل صورتي على النت عشان الناس تعرفني والناس بدأت تبعتلي».
«محدش بياكلها بالساهل».. سرعان ما تحولت فرحة «نصر» بمغسلته الجديدة إلى هم وحزن كبير، فعلى الرغم من الإعلان عن مغسلته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لم يتحصل في نهاية اليوم سوى على 40 جنيها: «بطلع من الساعة 8 الصبح ألف في كل مكان، وبنام في الشارع بالـ15 يوم، في يوم أشتغل كويس، ويوم أخد فيه 40 جنيه، وساعات مشتغلش خالص، كل ده عشان أعرف أدفع أقساط التروسيكل، وأجيب أكل ولبس وكتب للعيال اللي في المدارس».