| «نملة» يودع لقب «صبي ميكانيكي» ويلتحق بالمدرسة: صاحب الورشة حقق له حلمه

لم تمسك يداه ورقة وقلم من قبل، إنما حل محلهما «مفتاح ومفك»، عِدة الشغل في ورشة الميكانيكا، التي يعمل بها، رغم نعومة أظافره.. حلم «نملة» أن يحمل حقيبته ويذهب إلى المدرسة، كحال أقرانه من أطفال منطقة «الإمام الشافعي»، لكن ظروفه حالت دون ذلك، فلا يملك رفاهية ترك الشغل، وتوديع لقب «صبي ميكانيكي»، إلى أن جاءت المصادفة.

لمح رجب ناصر، 9 سنوات، حقائب مدرسية تُوزع على أطفال منطقة «الإمام الشافعي» غير القادرين، من جمعية «العالم بيتي»، فتمنى الفوز بواحدة، وبدا على ملامحه رغبته في محاكاة الطلاب، ما دفع صاحب الورشة لمساعدته، من خلال التواصل مع «مدحت حامد» رئيس الجمعية، وشرح له مدى رغبة «رجب» الشهير بـ«نملة»، في الالتحاق بالمدرسة، والفوز بلقب طالب.

يروي مدحت حامد قصة «نملة» لـ«»: «كنا بنوزع شنط المدارس في منطقة الإمام الشافعي بحي الخليفة، أول ما شاف الشنط مع جيرانه كان هيتجنن، فصاحب الورشة كلمني وقُلت له هبعت لك شنطة، ومن بعدها كلمني على موضوع المدرسة».

مدير مدرسة الإمام الشافعي يرحب باستضافة «نملة»

لم يكتف «مدحت» بمكافأة «نملة» بالحقيبة المدرسية، بل قرر مساعدته للالتحاق بالمدرسة: «كلمت مدير مدرسة الإمام الشافعي الابتدائية، قلت له لو متوفر فرصة إننا نستضيف رجب لحد ما فصول التعليم المجتمعي تفتح، المدير وافق وكان مرحب جدا، تواصلنا مع ولد الطفل وجابه ليا، وأنا أخدته من إيده للمدرسة، كان واقف وهو مبهور بدخول الطلبة الفصل، لغاية ما المدير جه سلم عليه ودخله الفصل، قعد بين الطلاب وسمع النشيد ي، ومارس معاهم كل الأنشطة».

صبي الميكانيكي يحقق حلمه ويلتحق بفصول التعليم المجتمعي

فى اليوم التالى، تواصل مسئولو التعليم المجتمعي مع «مدحت»، بعد أن أخبرهم بظروف «رجب»، وأبدوا استعدادهم لاستقبال الطفل: «فصول التعليم المجتمعي أمام مدرسة الإمام الشافعي، بعد ما اتصلوا بيا، وقالوا لي إحنا جاهزين نستقبل الولد، أخدته من إيده ورحت، لكن طلبوا منى الأوراق الرسمية الخاصة بالتقديم، قلت لهم أنا أتعهد بأنني المسئول عنه عشان يسلموه الكتب، وفعلاً تسلم الكتب، وحضر اليوم الدراسي، وكان مبسوط جداً».

يدعم «مدحت» العملية التعليمية من خلال أنشطة جمعية «العالم بيتي»: «إحنا جمعية خيرية لها أنشطة تنموية في المدارس، بموافقة من وزارة التربية والتعليم، بنحاول نجدد المدارس، ونساعد غير القادرين على الالتحاق بالتعليم: «نملة صنايعي بيشتغل ويساعد أبوه، ورغم الصعوبات بيحب التعليم ونفسه يغير من حاله».

أكثر ما لفت انتباه «مدحت»، موقف صاحب ورشة الميكانيكا من الطفل: «كلمني عن الموضوع، وكان مهتم جدا لدرجة إني قلت له هو ابنك عشان تعمل معاه كده! قال لي آه أنا اللي ربيته، وهبقى مبسوط جداً لو كنت سبب في تعليمه».