أحبت العمل بالضفائر الأفريقية واتخذتها كهواية، وتسمى بـ«الراستا»، تلك الضفائر المتعددة التي تحتفظ بمظهر الشعر لفترات طويلة دون الحاجة إلى تصفيف الشعر مرة أخرى، جاءت الفكرة لـ«أسماء» بداية من تجربتها الأولي بخصلات شعر ابنتها، التي لطالما عانت مرارًا في التعامل معه يوميًا قبل الذهاب إلي المدرسة، فنجحت معها تلك التجربة إلي أن أصبحت تبتكر منها أشكالا متعددة.
من فكرة بسيطة لبيزنس خاص
أسماء عبدالله، البالغة من العمر 35 عامًا، تخرجت في كلية التجارة جامعة القاهرة، وهي نوبية الأصل، متزوجة وتقطن بحي فيصل بالقاهرة، تحكي لـ«» أنها تعمل في الراستا منذ 4 سنوات، والبيت هو محل عملها: «أول تجربة ليا كانت في شعر بنتي ولما نجحت معايا وبقيت أعمل منها أفكار كتير قولت هتبقى بيزنس ليا طالما أنا قعدة مُتفرغة، فعملت صفحة على النت والناس بتجيلي أعملهم في البيت».
تصنع «أسماء» تسريحة «الراستا» في وقت لا يقل عن 5 إلى 6 ساعات، ومن بينهم ما يتعدى ذلك ليصل أحيانًا إلى 8 ساعات، ويتوقف هذا على حسب طول وثقل الشعر، وفقًا ما أوضحت: «الراستا تسريحة بستخدم فيها إيدي بس، وبقدر أعمل منها تسريحات تانية كتير، هي بتاخد وقت كبير، بس بشتغل شوية وارتاح شوية وارجع أكمل، بتحتاج مجهود جبار، بس بتفضل سليمة لمدة كبيرة تدخل في 3 أشهر، واتعلمت الصبر من شغل الراستا».
ابنتها.. الدافع الأول لتعلم «الراستا»
كما حكت السيدة الثلاثينية أن ابنتها الدافع الأول وراء توجهها لتعلم فنون «الراستا»، بعد معاناتها مع نوعية شعرها النادرة: «بنتي كل يوم عندها مدرسة وشعرها هايش فكنت بعاني، ولما عرفت الراستا لقيتها فكرة حلوة للشعر المجعد، بيلمه كويس ويتحكم فيه، ولما بدخل معاه شعر صناعي ملون بيدي شكل أجمل للشعر، وساعات بحط معاه إكسسوار وكل ده بيخلي شكل البنت مُميز وبتبقى واثقة من نفسها، وفي بنات كتير كده شعرهم مش ناعم أوي وبيكونوا متضايقين، وده حل كويس لهم».
حولت «أسماء» ذات مرة شعر ابنة إحدى زبائنها إلى تسريحة «الراستا» بعد أن كانت تعاني كثيرًا معه، فكان شعرها خشن و«هايش» ولم تكن لدى الطفلة أي ثقفة بنفسها: «اللي بيدي للطفل ثقه في نفسه هو شكله أولا والبنت مكنش لها أصحاب، فعملت لها التسريحة، ووالدة البنت كلمتني بعديها تشكرني إن الفكرة حولت حياة البنت وخلتها واثقة من نفسها وصحابها تقربوا منها وبقوا يسألوها عملتي شعرك كده إزاي».