«الصديق وقت الضيق» هذا ما أثبته نوح بوفرو، من مدينة كلميم جنوب المغرب، الذي بمجرد معرفته بمرض صديقه عثمان بوكشوط، وأنه يحتاج إلى إجراء عمليات جراحية دقيقة، لتركيب قسطرة على القلب، ترك كل شيء وأسرع محاولا بشتى الطرق توفير المال لمساعدة صديقه، لينتهي به الحال إلى استئجار عربة فشار ومن ثم تجوُّل الشوارع، وتمكن من جمع 164 ألف درهم «أي ما يعادل 267 ألفا و55 جينها مصريا».
بداية الصداقة بين «نوح» و«عثمان»
نشأت الصداقة بين «نوح» و«عثمان» عام 2012، عندما ألتقيا في السكن الجامعي فاس سايس التابع لجامعة محمد بن عبدالله بالمغرب: «صديقي عثمان لم يسبق له أن عانى من أي مرض ولم أراه يتناول دواءً قبل الآن.. تفاجأت بأنه مريض وطريح الفراش عن طريق الفيسبوك.. وعلمت أيضا أنه في أمس الحاجة لإجراء عمليات جراحية بتكلفة مادية مرتفعة، فحاولت بكل الطرق أن أساهم في علاج صديقي»، هكذا قال «نوح»، مشيرًا إلى قرر الخروج إلى الشارع وجمع التبرعات لمساعدة صديقه، وفقا لـ سكاي نيوز العربية.
«نوح» يقرر بيع الفشار
قرر «نوح» في النهاية أن يستخدم عربة لبيع الفشار ليتمكن من جمع المال لصديقه: «قررت أن أبيع الفشار لكونه لا يحتاج لخبرة عالية، وللأسف لم أتمكن من شراء عربة للفشار فأعلنت على الفيسبوك، أنني محتاج لإستئجار عربة لمدة 15 يوما على الأكثر من أجل عمل خيري، وبالفعل صديق قديم لي أعطاني عربته»، وفقا لـ«نوح»، وأنه قرر الوقوف بعربته في ساحة المدينة الرئيسية، لِما تشهده من توافد الكثير بخاصة في الفترات المسائية.
المبلغ المطلوب للعملية
كانت تكلفة العملية التي يحتاجها صديقه «عثمان» تقدر بنحو 370 ألف درهم، بحسب قول الطبيب المُعالج لصديقه بالمصحة الخاصة بمدينة المغرب، فاستمر «نوح» في العمل بعربته هذه لمدة 10 أيام متواصلة تمكن خلالها من جمع نصف المبلغ المطلوب للعملية: «بعد مرور 9 أيام تمكنت من جمع مبلغ ليس بقليل؛ إذ استطعت وقتها تجميع 164 ألف درهم، ووقتها كان أبناء مدينة (آسا) وهي مسقط رأس صديقي قد أطلقوا مبادرات لجمع تبرعات لابن بلدتهم وتمكنوا من جمع النصف الآخر من المبلغ»، بحسب «نوح»، الذي أكد استمراره في العمل لليوم العاشر أيضا للحصول على مال يغطي مصاريف صديقه بعد العملية.
عمل «نوح» في صناعة المحتوى وتأثيره على جمعه للتبرعات
يعمل «نوح» في مجال صناعة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعله يعرف الكثير من أبناء مدينة كلميم بالمغرب، ويتمكن من القيام بعدة مبادرات خيرية سابقة أيضا، وهذا ما مكنه في النهاية من جمع كل هذه التبرعات لصديقه وفي مدة 10 أيام فقط: «هناك قانون ينظم عمليات التبرع سواء من الأفراد أو من الجمعيات، ولم أرغب في مخالفة هذا القانون، ولذلك لجأت إلى عربة لبيع الفشار وهي تسمح من خلال الثمن الرمزي للفشار بأن يتبرع الشخص بأي مبلغ، بداية من درهم واحد وحتى 10 آلاف درهم». وفقا لـ«نوح»، وأن صديقه الآن مُعافى وعاد قلبه ينبض بشكل سليم مرة أخرى.