| نوران تحافظ على البيئة وتنشر الإبداع بـ«الملابس المستعملة»: بحب الموضة

أحبت «نوران البنان» عالم الأزياء والموضة منذ صغرها فهو عالم يجمع بين الفن والإبداع في أبهي صوره، وكانت شراء «الملابس المستعملة» ذات الجودة العالية في الخامات وبأسعار زهيدة بمثابة اكتشاف رد إليها الروح، حيث ساعدها في الحفاظ على شغفها، ولكن بالتعمق في القراءة عن مجال الموضة والعمل فيه لفترة، فتح أمامها آفاقا جديدة لفهم الخطر الذي تسببه صناعة الموضة والأزياء في العالم على البيئة ومواردها الطبيعية، مما جعلها تقرر التخصص في مبادرة لنشر أهمية استخدام ملابس أكثر استدامة تحافظ على البيئة.

«أحاول توعية الناس وخصوصا الشباب  بتقدير قيمة الملابس، وعدم شرائهم فوق حاجتهم لمجرد انبهارهم بالأسعار أو أنه يريد أن يثبت انتمائه لطبقة معينة، بل أن يكون هناك رابط بين الشخص ومقتنياته من الملابس بحيث تكون معبرة عنه و فى نفس الوقت يحافظ على موارد البيئة وذلك من خلال فيديوهات شارحة على وسائل التواصل الاجتماعي» كلمات تقولها نوران بشأن المبادرة التي أطلقتها منذ فترة قصيرة.

البداية كانت في محلات الملابس المستعملة

تحكي نوران أن بداية مبادرتها عن ملابس أكثر استدامة، جاءت بعد تخرجها من كلية فنون جميلة عام 2014، حيث كانت تعمل في صناعة الملابس في ماركات تجارية محلية، وبالتحديد في الرسم على الملابس: «العمل مع تلك الماركات التجارية جعلني أتعمق في فهم الموضة وصناعة الملابس اليدوية، فقد كنت أتعامل مع أشخاص يعملون في سيوة وسانت كاترين، وبالصدفة وأنا في الوكالة لشراء بعض الملابس أعجبني بنطلون مستعمل وجودته عالية ولكن كان عليه بقعة صغيرة كانت ستجعلني أتراجع عن شرائه ولكن فكرت لماذا لا أقوم بالرسم على تلك البقعة وبالتالي سأستفيد وأحافظ على البيئة وأطبق معنى الإبداع الحقيقي».

 بعد ذلك الموقف قررت «نوران» نشر الفكرة بشكل واسع، من خلال دعوة الناس إلى عدم الاعتماد على الشراء بأسعار باهظة كل عام بحجة مواكبة الموضة، حيث يمكن شراء المستعمل بجودة عالية، ولو كان بها أي عيب يمكن إخفاءه بواسطة الرسم: «في البداية كنت أقدم ورش رسم على الملابس بأسعار زهيدة، لكي يستفيد الناس، ثم بدأت أتوسع وأنشر افكار عن شراء الملابس المستعملة وكيفية التغلب على العيوب الموجودة فيها والهدف ليس التوفير فقط بل الحفاظ على البيئة ونشر معنى الاستدامة».

وشرحت «نوران» فى حديثها لـ«» أهمية معنى الاستدامة الذي قد يبدو غريبا على البعض، وهى أن صناعة الملابس، لمن لا يعرف، ثاني أكبر ملوث في العالم بعد النفط، خصوصا بعد تطبيق مفهوم الموضة السريعة، وهو أنه لابد كل 6 أشهر أو 3 أشهر يظهر شكل جديد للملابس، وهو ما يؤدي إلى قيام الشركات العالمية الكبرى باستغلال العمالة الفقيرة في الدول النامية وأحيانا الفقيرة، وإعطائهم أجور زهيدة في مقابل العمل في مصانعهم، كما أنه لا يتم مراعاة الحفاظ على البيئة: «مصطلح الاستدامة هو استخدام الموارد الطبيعية في البيئة دون تعديلات أو تدخل من الإنسان قد يؤذي الإنسان أو الحيوانات أو تلوث البيئة، فمثلا الصبغات لها تأثير كبير في تلوث الأنهار في العالم بسبب المواد الكيميائية الموجودة بها، كما أن الفائض من الملابس يتم دفنه تحت الأرض وهو يحتوي على نسبة كبيرة من البوليستر والألياف الصناعية وهي ضارة بالتربة»

وتؤكد «نوران» أنها تحاول الالتزام بما تدعو إليه من حيث شراء الملابس المستعملة، حتى لا يظن البعض أنها مجرد دعاية أو«شو» لجذب الأنظار: «أنا شعاري أني بنقذ الهدوم وبديها حياة جديدة، وشراء المستعمل وإعادة تجديده لها فوائد عظيمة، منها إعادة التدوير والحفاظ على البيئة، تشجيع للمصممين المصريين والفنانين في الابتكار، تقليل الاعتماد على المصانع العالمية وتشجيع المنتجات المحلية التي تتميز بروح مصر والتراث».