عاشا طفولتهما معًا يبحثان عما يحقق طموحهما، فهما السند والعون لبعضهما، علاقة صداقة قبل أن تكون أخوية، تشاركا فيها لحظات الفرح والحزن سويا، «الكتف في الكتف والإيد في الإيد»، حين داهم المرض جسد أحدهما تقاسما الأوجاع أيضا، فبينما كان «هيثم عادل» بطل السباحة والترايثلون منعزلا في غرفته حاملا هم العلاج من الحادثة التي أثرت على حركته، كانت شقيقته «نورا» تنسج له خيوطًا من الأمل بمساندته.
على مدار العشر سنوات الماضية، عانى «هيثم» البالغ 31 عاماً من الاكتئاب، فبيوم وليلة استيقظ من النوم ليجد نفسه غير قادر على الحركة أو المشي وذلك بعد تعرضه لحادث أليم أثر على صحته وحركته، ولكن كانت هذه المحنة هي بداية تفوقه وبطولاته ونجاحه.
ففي البداية اقترح عليه أحد معالجيه بالمشاركة في بطولة السباحة رغم جلوسه على الكرسي المتحرك، حسبما رواه «هيثم» لـ«»: «مع الوقت والتمرين الدكتور طلب مني إني أتمرن سباحة لحد ما شاركت في أول بطولة ليا وأخدت المركز الرابع»، لتبدأ من هنا مسيرته الرياضية.
رحلة مرضية تخللتها محبة الأخوة
وعلى مبدأ التعاون والتكاتف في مواجهة الشدائد، كانت شقيقته دائماً بجانبه لمساندته في المشاركة بالبطولات حتى يتخطى محنته محاولًا إيجاد طريقًا للنجاح، فقبل يوم السباق تذهب إليه «نورا» لتجهز لأخيها ملابسه وطعامه الذي سيتناوله في طريقهم للسفر،«فكرة اللعبة أني بنزل المياه من غير الكرسي المتحرك وبعدها بخرج أجري مستخدماً الكرسي» كل هذه الخطوات في وقت قياسي، بحسب قوله.
يخرج «هيثم» مبتلاً بالمياه متبعثر على جسده رمال الشاطئ، لتجري عليه شقيقته «نورا» بالمناشف ليتمكن من الجلوس على الكرسي المتحرك ويكمل السباق بدون معوقات، لتكون هي في الجانب الآخر من مسار السباق تهلل له بأعلى صوتها بأن النصر من حقه، «مفيش سباق بتيجي فيه إلا بكون فيه المركز الأول».
رسالة حب وامتنان
وبفضل الدعم النفسي من أخته استطاع هيثم تخطي محنته «مهما اتكلمت عنها، مش هعرف أوفي حقها وأعبَّر عن امتناني لوجود صديقة وأخت مثله»، وبنظرته إلى الجانب الإيجابي حصد على العديد من البطولات كان آخرها المركز الأول والذهبية في بطولة الجمهورية للترايثلون، «إن شاء الله قريب هشارك في بطولة أفريقية وبعدها أولمبياد، لأن ربنا طول ما انت بتسعى مابيخذلكش أبدا».