| «نورا» تنفق على والدها المريض من هدية جارها: «لسه مخلصة امتحانات الثانوية»

الإجازة الصيفية متعة لكل طلاب الثانوية، بعد قضاء عاماً كاملاً في الدراسة بكل جدية، لتحقيق الأحلام التي تراود الروح والقلب، لكن نورا أحمد، لم تأخذ يوماً للراحة، لتخرج باحثة عن عمل، لينهي أحد جيرانها معاناتها، بتقديم مشروع هدية لها.

لم تستطع «نورا» الاحتفال بإنتهاء امتحانات الثانوية الأزهرية، والاستمتاع بإجازة صيفية قبل الالتحاق بالجامعة، فخرجت إلى الشارع تبحث عن أي عمل أو باب رزق، حتى تدخر نقودا للإنفاق على نفسها، عند عودتها للدراسة مرة أخرى، ومساعدة أسرتها، حسب حديثها لـ«»: «أول ما خلصت امتحانات نزلت أدور على شغل، بس للأسف الأجور رمزية، مش هتكفي مواصلات طول الشهر».

طالبة الثانوي تبحث عن عمل

تبحث «نورا» عن عمل بعد مرض والدها بالقلب، والتزامه المنزل حتى تتحسن حالته الصحية، لترفع يدها إلى السماء تناجي ربها، وجاءها الفرج عن طريق جارها، الذي يعرف ظروف أسرتها جيداً: «والدي كان مبيض محارة، وبعدين تعب وقعد في البيت، ممكن يشتغل قلبل أوي، وأنا أول ما بدأت تالتة ثانوي أزهر، قلت للمدرسين على حالتنا المادية، وكتير منهم رفض ياخد مني فلوس».

هدية جار «نورا» لها

قدم جار «نورا» هدية لها، كنوع من المساعدة بطريقة لا تجرح مشاعرها، إذ جهز لها مشروع ساندويتشات، بكل مستلزماته من الطعام والخبز، حتى لا تجد أي صعوبة تعرقلها، لتبدأ في عملها على الفور، وفقاً لها: «جاري هو اللي عمل كل حاجة، اشترى الترابيزة والأكل وكل ما يخص المشروع».

تضع «نورا» قباعتها في حقيبتها، حتى تحميها من حرارة الشمس عندما تشتد عليها، وتذهب إلى العمل في الساعة 6 صباحاً حتى 4 عصراً، تلبي طلبات زبائنها، الذين يقبلون على الشراء منها، لجودة الطعام ورخص ثمنه، فتبيع ساندويتش الجبن بـ5 جنيهات، والبلوبيف بـ10 جنيهات: «الحمد لله ربنا بيرزقني، وبقى عندي زباين من كل مكان».

أحلام بائعة ساندويتشات

تنتظر «نورا» إعلان نتيجة الثانوية العامة، لتدخل السعادة على قلوب والديها، فهي تنتمي للقسم الأدبي، وتتمنى الالتحاق بكلية لغات وترجمة، لتحقق أحلامها: «أنا أكبر واحدة في أخواتي، ونفسي أفرح أهلي بالنتيجة».