| نور الدين التميمي مصري يطعم فقراء بلغاريا: رمز لكرم وجدعنة المصريين

«أينما أنبتك الله فأزهر».. هكذا قال الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، وبهذا المبدأ عمل الشاب نور الدين التميمي، والذي خرج من قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، قاصدًا أوروبا لدراسة تاريخ الموسيقى بشكل أكاديمي محترف، حتى استقر به الحال في جنوب شرق أوروبا تحديدًا دولة بلغاريا.

«التميمي» الذي ألف كتاب عن تأثير مصر في كلاسيكيات الموسيقى العالمية تحت إسم «الإرث الضائع»، وصدر عن المجلس الأعلى للثقافة بدأ رحلة بحث عن تاريخ الموسيقى العالمية، واستقر في بلغاريا قبل أن يقرر إقامة مشروع مطعم ليساعده على نفقات معيشته، وليساهم أيضًا في استكماله لدوره كباحث في تاريخ الموسيقى، وأيضًا لاعتبار الطعام أحد أنواع ثقافة الشعوب ونوعا من أنواع الفنون.

افتتح «التميمي» مطعم بمدينة بلوفديف ثاني أكبر المدن البلغارية بعد العاصمة صوفيا، ولكنه فاجأ المواطنين هناك بلوحة مكتوب عليها باللغة البلغارية «إذا كنت لا تملك المال يمكنك تناول الطعام مجانًا»، وبالفعل جذب مطعم التميمي مختلف الرواد وأصبحت مساعداته للمشردين والفقراء بشكل يومي حديث المدينة كلها.

في ثقافتنا حينما تعطي الطعام المحتاجين وتعيش لغيرك، ستضمن حياة مستقرة وراحة نفسية وسعادة، هكذا تحدث نور الدين التميمي للتلفزيون البلغاري ردًا على سؤال مراسلة التلفزيون عن سبب توزيعه للطعام مجانًا على المحتاجين.

واقعة أخرى كانت سببا في شهرة الشاب المصري بشكل أكبر وجعلته ضيفا في التلفزيون والصحف البلغارية، وذلك بعدما تعرض أحد الفقراء يدعى «ميتكو» يعمل في بيع الجوارب «الشرابات» للضرب والركل والطرد من أحد أصحاب المطاعم المشهورة، بعدما حاول بيع الشرابات لزبائنه حيث تحامل عليه ورمى بضاعته في الشارع قبل أن يضربه ويركله ويطرده في مشهد رصدته إحدى كاميرات المراقبة.

انتشر المشهد بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأعلن الشاب نور التميمي عن عزمه التبرع بـ10 آلاف ليف بلغاري «يعادل 100 ألف جنيه مصري» للشاب الفقير الذي تم الاعتداء عليه ليستطيع فتح مشروع خاص به وأن يتوقف عن البيع في الشوارع حتى لا يتعرض للإهانة مرة أخرى.

وكان إعلان التميمي عن التبرع بداية لاهتمام وسائل الإعلام البلغارية به وبنشاطه في المجتمع البلغاري وأيضًا بدوره في مساعدة الفقراء والمحتاجين علاوة على دوره الأساسي كباحث في تاريخ الموسيقى.

جلس التميمي في مطعمه وخلفه لوحة مكتوب عليها باللغة العربية «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» ثم تحدث للتلفزيون البلغاري عن «ميتكو» وتعرضه للعنف والقهر وربط ما يحدث مع الشاب الفقير مما يحدث أحيانًا 

شهامة وكرم ورجولة الشاب نور التميمي التي جسدها في سلوكه ورثها من والده أحد أبطال الصاعقة بحربي الاستنزاف وأكتوبر المجيدة، محمد التميمي، وكشف الستار عنها في تصريح لـ«»، شقيقه الإعلامي محمود التميمي، والذي أثنى على دور شقيقه واهتمامه بتاريخ الموسيقى منذ طفولته وجهوده العلمية في هذا المجال.