| نوير الصعيد.. طالب يُنفق على تعليمه وتمرينه من الذرة المشوية: بحلم بحراسة مرمى الزمالك

شاب صغير، مرة تجده يمسك القلم والكتاب، ومرة يحاول منع الكرة من هز الشباك، ومرة يبيع الذرة المشوية، محاولا من خلالها توفير الأموال اللازمة ليظل يمسك القلم ويكمل مشواره التعليمي، وفي نفس الوقت تمكنه من الاستمرارية في سعيه نحو حلمه بأن يصبح حارس مرمى محترف في يوما من الأيام بالمستقبل القريب.

الطالب محمد ناصر زغلول النبع، ابن محافظة أسيوط والمنتقل حديثا إلى الصف الثالث الثانوي، وحارس المرمى الناشئ بإحدى أكاديميات كرة القدم، والذي يحرص على الهجرة من أسيوط قادما إلى القاهرة بمجرد أن يحصل على إجازة نهاية العام الدراسي كل عام ليعمل بائع ذرة مشوي، حتى يتمكن من الإنفاق على كل من تعليمه وتمرينه.

حكاية الطالب الصعيدي مع بيع الذرة المشوي بشوارع القاهرة بدأت قبل سنوات، حيث يقول «محمد» في حديثه مع «»: «بشوي درة وببيعه من وأنا طفل في خامسة ابتدائي، الأول كنت بطلع مع أبويا وأشتغل معاه، لحد ما بقيت بطلع بعربية الدرة لوحدي».

عربية درة

ويبلغ ابن محافظة أسيوط 17 عاما، وهو الأخ الأكبر لأسرة صعيدية مكونة من 3 أشقاء ذكور آخرين، بالإضافة إلى شقيقتين، بخلال الأب والأم، ويكشف محمد أن ظروف عائلته المادية هي من أجبرته على العمل في هذه السن المبكرة، حتى يتمكن من توفير مصاريف تعليمه ودراسته.

ويضيف: «فترة الأجازة بنزل فيها على القاهرة وبشتغل فيها كل يوم على عربية الدرة من غير أجازة، عشان أحوش فلوس مصاريفي ومصاريف تعليمي وتمريني».

ويوضح الطالب الصعيدي، أنه رغم كل هذا عادة لا تكفي كل الأموال التي ينجح في ادخارها من عمله ولا تكمل معه العام الدراسي كاملا، بل حتى لا تكمل معه الفصل الدراسي الأول من كل سنة دراسية، بسبب أن مصاريف الدروس الخصوصية كثيرة وهو حاجة دائمة لها حتى يتحصل على مجموع جيد كل عام، على حد قوله.

الثانوية العامة

نجح الأخ الأكبر لأسرته في تخطي الصف الثاني الثانوي مؤخرا وانتقل إلى الصف الثالث الثانوي وحرص على اختيار الشعبة العلمية بدلا من الشعبة الأدبية، ويشير «محمد» هنا إلى أنه لا يحلم بالالتحاق بكلية معينة بعد إنهائه لمرحلة الثانوية العامة، هو فقط يحاول أن يقوم بكل ما عليه ويؤمن في نفس الوقت أن الله سبحانه وتعالى لن يضيع اجتهاده بدراسته.

ويتابع: «الكلية دي بتاعة ربنا، أنا بتعب وبعمل اللي عليا وكل اللي ربنا يختاره ليا في النهاية راضي بيه».

نوير الصعيد

يتمرن الطالب الصعيدي على حراسة المرمى بإحدى أكاديميات كرة القدم، حيث يحلم أن يصبح في يوم من الأيام حارس مرمى نادي الزمالك.

ويختتم «محمد» في نهاية حديثه مع «»: «أمنية حياتي أبقى حارس مرمى كبير زي مانويل نوير ولا محمد الشناوي ولا محمد عواد، عشان كدا بتمرن دايما يمكن ده يساعدني أنضم لنادي وأبدأ مشواري مع الكرة لحد ما أوصل لنادي الزمالك اللي بحلم أكون حارس مرماه».