لم تكن «نيرمين» شغوفة بمهنة التدريس، واتجهت إلى صناعة المجوهرات ذلك الفن الراقي، الذي يمس شيئا بداخلها منذ الصغر، لترفع شعار التكنيك أهم من الشكل، وتنفذ قطع فريدة من الذهب والفضة، قادتها لأن تصبح مدربة في هذا المجال.
بدأت نيرمين الدمرداش، 42 عامًا، في تعلم صناعة المجوهرات قبل 25 عامًا، بأحد محلات «الصاغة»، بعد تخرجها في كلية آداب قسم لغة إنجليزية جامعة عين شمس، فلم تروق نفسها للعمل في مجالات الدراسة، واتجهت إلى الصناعة اليدوية، قائلة لـ«»: «من صغري وأنا بحب الفضة والدهب، وكنت دايما بسأل نفسي الحاجات دي بتتعمل إزاي، لحد لما كبرت وقررت اشتغل في صناعتها».
مركز للتدريب على صناعة المجوهرات
استطاعت «نيرمين» بعد خبرتها الطويلة في المجال، تنفيذ قطع دقيقة ومميزة، ولم تكتف بتغذية موهبة الطفولة، وقررت إنشاء مركز للتدريب على صناعة المجوهرات، وتعليم الفتيات والسيدات المباديء الأساسية حتى الاحتراف، بداية من 13 حتى 45 عامًا: «أكثر فئة مقبلة على هذا الفن سيدات من سن 30 حتى 45، وعدد قليل منهن تجاوزن سن الـ60 عام، لتفرغن شحنات الطاقة بداخلهن بعد خروجهن على المعاش، أو للقضاء على وحدتهن، أو ربما لتعلم مهارات جديدة لتسلية أوقاتهن».
التكنيك أهم من الشكل
تركز «نيرمين» في أساسيات تدريب الفتيات والسيدات، على طريقة التصنيع «التكنيك»، حتى تستطع أي متدربة تنفيذ أي شكل، لافتة إلى أن التركيز على خامة النحاس يعد أكثر متعة، دونا عن الخامات الأخرى كـ الذهب والفضة، وفقًا للسيدة الأربعينية: «أنا فاتحة المركز بقالي 11 سنة، بهتم بتعليم الطالبة التكنيك أكتر من إنها تطلع شكل، عشان لما تتعلم طريقة الصناعة، هتقدر تنفذ أي حاجة مطلوبة منها».
تنفذ «نيرمين» تنمية بالفضة والذهب
جانب أخر لـ«نيرمين»، تشارك من خلاله في تعليم السيدات صناعة المجوهرات، وهو الجانب الخدمي والتنموي، إذ شاركت مع منظمة الهجرة الدولية والخدمة المجتمعية بالبنوك، ووزارة التضامن والمعونة الأمريكية بأحد المشاريع التنموية في الصعيد، لتدريب الراغبات على تعلم صناعة المجوهرات من النحاس والفضة والذهب.