| «هبة» حولت مشاعر فقدان المرأة للأمان والحرية إلى جدارية في «فقدت.. ثم؟»

شعور الفقد أسوأ معاناة تتعرض لها المرأة، لأنها قد تصل لمرحلة اللامبالاة وفقدان الماضي، وتظل حبيسة حرب نفسية تستنزف كل طاقتها، مشاعر صعبة عديدة جسدتها هبة المحمودي، 23 عاما، داخل جدارية من الطين الأسواني، في مشروع تخرجها في كلية الفنون، ونال إشادة واسعة من لجنة المناقشة.

«فقدت ..ثم؟»، مشروع تخرج «هبة»، في كلية فنون جميلة قسم النحت جامعة المنصورة لعام 2022، يحاكي الشعور الداخلي للإنسان نتيجة فقدان إنسان عزيز أو شيء، فهو يعكس المكنون داخل القلب ولا يراه أحدا، فقد تضحك أمام الآخرين وداخلك بركان من الحزن يريد أن ينفجر، إذ قالت لـ«»: «الشعور بالفقد داخلي محدش بيشوفه أو يحس بيك، طالما بتضحك في وشهم طول الوقت، هيفكروا أن حياتك حلوة ومفهاش مشاكل».

تمثيل المرآة لفقدان الأمان والحرية

حاولت «هبة» استهداف المشاعر المتأثرة بإحساس الفقدان، بشكل خارجي وجسدي حركي وملامح تعبيرية، أما عن فقد الأمان فقد ظهر بشكل مؤثر للمرأة، أدى لاحتضانها نفسها بقوة، بخلاف فقدان الحرية الذي يظهر في الحبس أو التقييد في دائرة معينة: «حاولت أرسم نموذج معين في دماغي وبعدين بدأت شغل على كدا».

جدارية تعبر عن الفقدان في حياة المرأة

استخدمت «هبة» الطين الأسواني في تشكيل الجدارية، التي تحمل جسد فتاة مقيدة بالحبال، تصاحبها ملازمة الفقدان وتشعر به في كل خطوة، وأخرى تجلس في يديها إطار وقد وصلت لمرحلة اللامبالاة، نتيجة لليأس وفقدان الماضي، أما بالنسبة للخطوط الظاهرة في الخلفية ترمز للسجن الداخلي لكل إنسان، حسب «هبة»: «في صور كتير للفقدان حاولت أجسده وكلهم ستات، عشان أدعمهم وكل اللي شاف الجدارية فهم كلامي».

نفذت «هبة» مشروعها داخل أسوار كلية فنون جميلة، إذ استغرق العمل عليها لمدة شهر متواصل، حرصت خلاله على تنفيذها ببراعة لنقل كل تلك المشاعر الصعبة التي يعجز الكثيرون في التعبير عنها، لذا أشادت اللجنة المناقشة للمشروع بهذا المجهود، لتحصل على تقدير امتياز.