في الخارج لافتة كبيرة كتب عليها «مستشفى سامول»، وفي الداخل طرقات فارغة وغرف كشف خاوية، إلا من عدد من المرضى الذين جاءوا من قرية سامول والقرى المجاورة لها بمحافظة الغربية، معتقدين أن المستشفى به أطباء وأنهم سيتلقون خدمة طبية، لكن الحقيقة أن المستشفى الوحيد بالقرية لا يوجد به أطباء.
يؤكد جمال القزاز، أحد أهالي قرية سامول، أن المستشفى أقيم بالجهود الذاتية لأهالي القرية: «أهل البلد بنوا مجمع طبى على مساحة 1100 متر، والمجمع يتكون من 3 طوابق، الأول مركز غسيل كلى به 29 جهاز غسيل كلى، يخدم 86 مريض فشل كلوى، والثانى مركز جراحات اليوم الواحد، والثالث عبارة عن وحدة حضانات الأطفال المبتسرين، يسع 28 حضانة مجهزة بالجهود الذاتية».
يحكي «القزاز» لـ«»، أن الدولة وفرت الأطباء والتمريض والمستلزمات، لكن أهالي القرية فوجئوا أن وحدة الحضانات تستقبل حالات مرضى «الصفراء» فقط: «بتستقبل أطفال من جميع قرى المحلة بس حالات صفرا بس، والحالات التانية اللى بتحتاج أكسجين مش بيستقبلوها، لعدم توافر خزان أكسجين، الناس باعت دهبها وكل اللي تملكه لبناء المركز ده تبرعات تلقائية».
يناشد «القزاز» وزارة الصحة لتوفير خزان أكسجين سعره 850 ألف جنيه، حتى تعمل الحضانات وغرفة العمليات وغرفة العناية المركزة: «المرضى اللى عندهم فشل كلوي بيحتاجوا أكسجين، وأدوات الجراحة والعمليات والعناية والإفاقة جاهزة ينقصها طبيب تخدير، وأنا كنت مع دكتور جمال شادى مدير مستشفى المحلة العام، وقالى فى خلال شهر هنوفر طبيب تخدير».
معاناة أهالي قرية سامول
معاناة أهالي قرية سامول تتجسد في ذلك المستشفى الذي لم يعمل بكامل طاقته، بحسب ممتاز أحمد 57 سنة، أحد أبناء القرية، مؤكدًا لـ«»، أن عدد سكان القرية لا يقل عن 70 ألف نسمة، بالإضافة إلى سكان القرى المجاورة: «يعنى المنطقة اللى إحنا فيها كتلة سكنية، وواقفين على تفعيل المسمى، يا ترى هنفضل تحت الأرض زى ما إحنا؟».
وأكد درويش عبدالسلام، عمدة قرية سامول، أن أهالي القرية شاركوا في بناء عدة منشآت منها معاهد دينية ومدرسة ثانوى وصرف صحي ومكتب بريد، وتم تجديد المستشفى بالجهود الذاتية.
وتابع لـ«»: «إحنا بنطمع فى الحكومة أو وزارة الصحة يمدوا يد العون، ويوفروا أطباء، عايزينها تبقى مستشفى مركزى».
مدير المستشفى يحكي التفاصيل
من جانبه، اعترف الدكتور مصطفى الرجبى، مدير مستشفى سامول، بالمشكلة التي يعاني منها المستشفى، مشيرًا إلى أنه تم مناشدة المسئولين وهناك استجابات واضحة: «أهالى قرية سامول هم اكتر الناس حبا للخير والجهود الذاتية، ومعتقدش إن فى بلد محيطة أو قرية على مستوى المحلة كلها يصرف الفلوس دى، ثانيا بخصوص الاستجابة من المسئولين فى الدولة أنا مشفتش غير كل خير ودكتور عبدالناصر حميدة وكيل الوزارة بنفسه كان موجود مع أعضاء مجلس الشعب غير لجان الوزارة اللى جات كذا مرة وعملوا معاينة».
ولفت «الرجبى» إلى أنه لا يوجد تقصير، ومشكلة الأطباء ترجع إلى أن المستشفى ليس مركزيا: «لو بقى مستشفى مركزي الأطباء هييجوا ويشتغلوا لأن مفيش دكتور هييجى من غير ما يبقى فى مسمى».