| هدايا «الفلانتين» محدودة.. واحتفال «على استحياء»

وسط الأحداث الحياتية المتلاحقة والنقاشات المحتدمة والأمراض المنتشرة، يتعطش الجميع لاقتناص لحظات من السعادة والحب ويتتبعون المواسم والمناسبات، علها تدخل على قلوبهم السرور، من بينها الاحتفال بعيد الحب المصرى، تلك الدعوة التى أطلقها الكاتب الصحفى مصطفى أمين للاحتفال فى الرابع من نوفمبر من كل عام، لكن الحال اختلفت كثيراً هذا العام، حيث اختفت مظاهر الاحتفال فى الشارع، وأغفل كثيرون المناسبة، باستثناء قلة أصروا على الاحتفال، واستثمار الموسم لتحقيق بعض المكاسب.

يحكى ريمون عماد، صاحب محل هدايا فى «عزبة النخل» بالقاهرة: «الاحتفال بعيد الحب المصرى مش زى عيد الحب العالمى، ورغم إن مفيش محلات كتير مهتمة بالمناسبة، لكن أنا جبت هدايا، وفى ناس اشترت منى قبل ما أفرش أصلاً، عندى بوكسات هدايا سعرها فى المتناول بـ70 جنيه، وفيه بنت عمرها حوالى 14 سنة أخدت دبدوب كبير لصاحبتها كان عامل 1400 جنيه، لما بنت تحوش مصروفها عشان تفرّح صحبتها، ده نموذج يعلمنا إن الصداقة غالية جداً».

يوافقه الرأى أحمد شوقى، الذى يعمل بأحد محلات الهدايا فى حى الدقى: «مش كتير اللى بيفتكر عيد الحب المصرى، هو ليه ناس معينة زى طلاب الجامعة، معظمهم مرتبطين وما بيصدقوا يلاقوا فرصة عشان يجيبوا هدايا لبعض، مش لازم الهدية تبقى لحبيب أو حبيبة، ممكن تجيب حاجة لوالدتك أو إخواتك، الهدايا بتقرّب المسافات».

وعن دور الزهور فى خلق أجواء من السعادة، يحكى عادل شلتوت، صاحب محل زهور بالجيزة: «الحب بيدّى طاقة إيجابية فى الحياة، الضغوط اليومية ممكن تتنسى بكلمة حلوة، ما ينفعش نربط كلمة حب بعلاقة عاطفية بين واحد وواحدة، لأن الحب يشمل العلاقات الإنسانية ككل، بين الأهل وزملاء العمل، فأنا باعتبر الورد غذاء للروح زى ما الأكل غذاء للجسد، وأسمى طريقة للتعبير عن الحب هى الورد، المريض بنقدم له ورد، وفى عيد الميلاد بنقدم ورد، حتى الميت بنودعه بورد».

ويحرص المواطنون فى الدول الغربية على التعبير عن الحب من خلال اقتناء الزهور، بل يعتبرون وجوده بالمنزل من الأغراض بالغة الأهمية، كما روى «عادل»: «فى الثقافات الغربية، الورد شىء مهم فى المطالب الأسبوعية للبيت، على عكس الحال فى مصر.. الورد والهدايا بنتعامل معاها على أنها متطلبات ثانوية أو ترفيهية، لازم وسائل الإعلام تروّج لثقافة الحب والتهادى».

لا يقتصر الاحتفال بـ«عيد الحب» على الأزواج والعشاق، فبحسب «عادل»: «المفروض المناسبة دى تبقى سبب لأى اتنين متخاصمين يتصالحوا، عيد الحب المصرى زمان كان الإخوات بيجيبوا هدايا لبعض، أو حد يجيب لصديقه أو لمديره فى الشغل، حتى لو الهدية مجرد وردة، أنا شخصياً قررت أفرق ورد على الأطفال ببلاش، المحل بتاعى فى وسط تجمع مدارس، فى ميعاد الانصراف حبيت أفرَّحهم بالورد، وكانوا مبسوطين جداً».