| «هدى» سائقة «توك توك» ومريضة بالسرطان: «نفسى في أوضة وصالة»

رغم الألم الشديد الذى يعترى جسدها ويسيطر عليها وعدم قدرتها على النوم، فإن «هدى» ذات الـ62 عاما، تلقى نظرة سريعة على أسرتها وزوجها المريض، وكأنها تذكّر نفسها بالأعباء التي تقع على عاتقها، ثم تذهب إلى عملها كسائقة «توك توك»، وتلف الشوارع بالرغم من إصابتها بالسرطان كى تستطيع الإنفاق على علاجها وعائلتها، وتوفر ثمن الإيجار المرتفع.

داخل الـ«توك توك»، الذى تعمل عليه، تروى «هدى محمد حافظ»، مأساتها مع المرض والمصاريف المرتفعة: «أنا بتعالج من السرطان بقالى 5 شهور، وباخد جلسات كيماوى، وباخد الجلسة وبنزل تاني يوم أشتغل علشان أجيب مصاريف البيت، وبتجاهل الألم».

«هدى» تعمل على «توك توك» بالإيجار

بمزيج من البكاء والألم، تشكو السيدة الستينية، ابنة مدينة المنصورة بالدقهلية، ضعفها: «التوك توك ده أنا مأجراه من واحدة صحبتى وبدفع لها فى اليوم 75 أو 100 جنيه على حسب الإيراد اليومي، وهو معايا من 2016 يعنى 5 سنين، ومش مترخّص، وخايفة ليتاخد مني، لأنه بيصرف على عيالي، لأن جوزي عيان».

وتؤكد السيدة الستينية: «جسمى بيترعش من ألم الكيماوي وما بنامش الليل، والمفروض عندي جلسة أخيرة الشهر ده، وبعدها عملية استئصال، وجوزي عيان عنده مشاكل في الكلى والكبد، ورجله وارمة، وكان قبل ما يتعب شغّال مكوجي».

«هدى» تكافح لتتكفل بأسرتها رغم مرضها

تكافح «هدى» من أجل أسرتها رغم ما تعانيه من الآلام: «بنزل 8 الصبح وبرجع الضهر أريّح شوية، وأنزل أشتغل تاني بعد العصر، ولما بحس إني دايخة بريّح في التوك توك وأكمل شغل، وأنا راضية بأي حاجة، لأني عندى بنتين وولد، واحدة منهم مطلقة ومعاها عيل، وأنا اللي بصرف عليهم».

تضطر السيدة لدفع 1500 جنيه إيجار إلى جانب مصاريف العلاج والبيت: «أنا نفسي في أوضة وصالة أقعد فيها، وتوك توك يكون ملك ليّا ومترخص».