| «هربا من قسوة والده».. «إبراهيم» ينتحر من أعلى كوبري في دمياط

خيّم الحزن على محافظة دمياط، بعدما أقدم إبراهيم شريف، البالغ من العمر 17 عامًا على الانتحار، هربا من معاملة والده القاسية، وفقا لما وصفه الشاب في كلماته الأخيرة قبل قرابة الساعة من تنفيذ عملية الانتحار بالقفز من أعلى كوبري فارسكور بدمياط.

إبراهيم شريف الباز سلال، القاطن في قرية كرم ورزوق، التابعة لمركز فارسكور، قبض قلوب بلدته حزنا على رحيله؛ بعدما أقدم على الانتحار في مياه النيل، من أعلى كوبري فارسكور العلوي، تاركا رسالة غامضة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يعلن فيها إقدامه على الانتحار، موضحا أن السبب وراء ذلك والده، الذي يسيئ معاملته، موجها رسالتين إلى الآباء بحسن معاملة أبنائهم، وأخرى لأعمامه، يوصيهم بحسن معاملة والدته وأخواته، ورابعة إلى ما أسماها «حبيبته»، مختتما منشوره بالدعاء لوالده بالهداية.

لم يكتف الشاب الذي يعمل حلاقا، وهي المهنة التي تعلمها من والده، بالرسالة التي كتبها على موقع التواصل الاجتماعي، وإنما بحسب مقربين من أبناء القرية، ترك رسالة أخرى على ورقة، لمواطنين آخرين كانوا أعلى الكوبري، دون فيها اسمه، ومحل إقامته، بالإضافة إلى هاتفه المحمول، ورأه أحد الصيادين وهو يقفز في الماء، وأبلغ الشرطة.

فرق الإنقاذ تعثر على جثمان الشاب المنتحر

حضرت فرق الإنقاذ التي استمرت لساعات في البحث عن جثمان الشاب، وسط تجمع كبير من أبناء قرية كرم ورزوق، الذين تواجدوا أعلى الكوبري وأسفله، وتمكنت الفرق في العاشرة مساء أمس الجمعة من العثور على الجثة، ونقلها إلى مشرحة مستشفى فارسكور المركزي، وفي طريقها الآن إلى قريته، لتشييع جثمانه، بحسب أبناء القرية.

وبحسب أحد شباب القرية، رفض ذكر اسمه، فإن أسرة إبراهيم ميسورة الحال، وكان الشاب يبحث عن فرصة سفر إلى ليبيا، وبالفعل استخرج «جواز السفر» خلال الأسبوع الماضي، إلا أن الأسرة رفضت سفره، وحدثت مشكلات كبيرة بينه ووالده، اضطرت الأول إلى التفكير في الانتحار، وأثناء ذهابه من قريته إلى نقل «شوار» من دمياط، لم يكمل طريقه، وإنما صعد على الكوبري العلوي، وقفز من فوقه.

واتشحت صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، الخاصة بأبناء قرية كرم ورزوق بالسواد، حزنا على رحيل الشاب إبراهيم شريف الباز، داعين له بالرحمة والمغفرة.

وحاليا تنتظر أعداد كبيرة من أهل القرية وصول الجثمان من أجل تشييعه إلى مثواه الأخير.