| هرب من بلده بسبب التنمر.. «مهند» يقضي أسبوعًا في القاهرة بحثًا عن عمل

قدره أن يولد قصير القامة، طوله لا يزيد عن متر ونصف، معه دبلوم صناعي، طوال حياته يعمل في التجارة بالأسواق، أو في المقاهي والكافيهات، وخلال تعامله فيها كان يتعرض للتنمر، الذي جعله يترك مدينة أبو حماد في الشرقية بأكملها، ويذهب إلى القاهرة بحثًا عن عمل يناسبه، في المحال والمقاهي، كل ذلك كان دون جدوى بعد أسبوع من السير على قدمه التي كادت تنزف من كثرة السير، الرصيف ملجأه الوحيد، وأحيانًا يذهب إلى المساجد التي تُغلق بعد وقت الصلاة.

أوقات مريرة وحياة يملؤها التنمر، تلك هي قصة مهند محمد، 23 عامًا، إذ يحكي لـ «»، تفاصيل مكوثه في الشارع لمدة أسبوع، بحثًا عن عمل يجعله يأكل فقط، فالمرات التي أكل فيها خلال الـ 7 أيام، تعد على الأصابع، فهو لم يأكل منذ يومين، بسبب جيبه الخالي من الأموال، مضيفًا: «معييش فلوس وبقالي يومين مأكلتش، عايش على الميه بس، لفيت القاهرة كلها على رجلي محدش راضي يشغلني بسبب قصر قامتي، كله بيقولي معنديش شغل، حتى اللي عنده بيرفض عشان قُصري، طب أنا ذنبي إيه إني اتولدت قصير؟».

كان «مهند» يعيش في بيته رفقة أبيه كبير السن، وأخين آخرين يعانيان من مشكلات صحية أيضًا، ولم تمنعه إعاقته في البحث عن عمل، بل ظل يعمل في أي شيء، حتى كسره التنمر، وطرده من بلده التي لم يجد فيها من يحنو عليه، بل إن كثيرًا من الزبائن الذين يتعامل معهم في عمله السابق بالمقاهي، يضحكون في وجهه ساخرين منه.

«لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد».. على أرصفة القاهرة الحزينة، وسط المشردين الذين يعرضون معاناتهم طلبًا للمساعدة، تجد «مهند» يجلس على جانب الطريق، لا يطلب شيئًا سوى عمل يناسب معاناته، إذ يقول خلال حديثه لـ «»: «دمعتي على خد من الحزن اللي أنا فيه، ومش بطلب حاجة غير شغل، وساعات ربنا بيبعتلي حد يعطف عليا بـ 10 جنيه».