أداء فريضة الصلاة من أهم العبادات اليومية التي يحرص عليها المسلمون، إذ تُعد عمود الدين، وتحتاج إلى أن يؤديها المُصلي بصبر وتأني وخشوع، وعلى الرغم من ذلك قد يقع البعض في خطأ الإسراع أثناء تأدية الصلاة، ما يطرح سؤالًا هل الإسراع في أثناء تأدية الصلاة يبطلها؟
هل الإسراع أثناء تأدية الصلاة يبطلها؟
وتلقت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي سؤال «هل الإسراع أثناء تأدية الصلاة يبطلها»، وجاءت إجابتها بالدليل والبرهان ناهية وقاطعة لكل شك وحيرة في هذا الأمر، ومُحثة للمسلمين على عدم الإسراع في أثناء تأدية الصلاة من خلال تأكيدها أن تلك العادة الخاطئة تُبطل الصلاة بالفعل، وإن كانت الصلاة فرضًا فسيحتاج المسلم لإعادة تأديتها مرة أخرى بصبر وخشوع.
وأوضحت «الإفتاء» أنّ الصلاة هي أعظم العبادات في حياة المسلم بل وعمود الدين بالنسبة له، ولذلك فهي أول ما سيُحاسب عليه العبد يوم القيامة أمام ربه، لافتة إلى أنه ينبغي على المسلم تأديتها بطريقة صحيحة تتسم بالصبر والخشوع والاطمئنان.
الاطمئنان في الصلاة
وذكرت «الإفتاء» أنّ الاطمئنان في الصلاة وفي الركوع وفي الرفع منه، وفي السجدتين وما بينهما فرض وركن، ومن دونه تبطل الصلاة وكأنها لم تكن؛ ولذلك يجب التحلي بتلك الصفات في أثناء تأدية الصلاة: «العلماء يقولون إن الاطمئنان هو استقرار الأعضاء والسكون قليلًا بعد الرفع من الركوع وقبل السجود، وأيضًا بعد الرفع من السجود وقبل السجدة الثانية، ولا بد أن يطمئن المصلى في ركوعه وسجوده زمنًا يتسع لقوله: سبحان ربي العظيم في الركوع، أو سبحان ربي الأعلى في السجود مرة واحدة على الأقل، وإن كانت السنة أن يسبح ثلاثًا على الأقل».
وجزمت دار الإفتاء أنه لذلك إذا لم يتحقق ركن الطمأنينة في الصلاة فإنها باطلة ويجب إعادتها في حال كانت فرضًا: «يؤكد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: إِذَا أَحْسَنَ الرَّجُلُ الصَّلَاةَ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي، فَتُرْفَعُ، وَإِذَا أَسَاءَ الصَّلَاةَ فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي، فَتُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ فَيُضْرَبُ بِهَا وَجْهُهُ. أخرجه أبو داود الطيالسى فى مسنده».
6 ضوابط لقضاء الصلاة الفائتة
وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى إلى أهمية الصلاة في حياة المسلم، موضحًا أن تأديتها في ميعادها له ثواب عظيم، مشيرًا إلى أنّ هناك 6 ضوابط لقضاء الصلاة الفائتة، أولها إن المحافظة على أداء الصلوات الخمس في وقتها تعد قربة عظيمة، فهي من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى: «قال رسول الله ﷺ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، عَلَى وُضُوئِهَا، وَمَوَاقِيتِهَا، وَرُكُوعِهَا، وَسُجُودِهَا، يَرَاهَا حَقًّا لِلَّهِ عَلَيْهِ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ. [أخرجه أحمد]».
تأدية الصلاة الفائتة
وثاني الضوابط لقضاء الصلاة الفائتة، وفقًا لِما ذكره مركز الأزهر العالمي للفتوى، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، هي أن من فاتته أي صلاة لأي سبب، سواء كان بسبب النوم أو النسيان أو غيرهما، فيجب عليه في هذه الحالة أن يؤدي الصلاة متى استطاع أداءها: «وذلك لما رواه أَنَس بْن مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ. [متفق عليه]».
وأضافق المركز أنه من ضوابط تأدية الصلاة الفائتة هي أن قضاء الصلوات المكتوبة الفائتة يكون جائزًا في أي وقت من اليوم أو الليلة، ولا يوجد لها كفارة غير ذلك إلا بقضائها، كما أنه في حال فات مسلم صلوات يوم كامل، ففي هذه الحالة عليه أن يقضيها مرتبة، أما في حال زادت الصلوات الفائتة عن 5 صلوات، ففي هذه الحالة يسقط الترتيب.
فضل النوافل في الصلاة
كما أوضح المركز أن من ترك الصلاة لفترة من عمره ثم تاب ففي هذه الحالة عليه تقدير الفترة التي كان تاركًا فيها للصلاة، ثم يقوم بعد ذلك بقضاء ما فاته من الصلوات، بحيث يؤدي مع كل فريضة حاضرة أخرى فائتة عنه، أو أن يقوم بقضاء صلوات يوم كامل بشكل متتال في أي وقت من الليل أو النهار، مشيرًا إلى النوافل في الصلوات لها فضل عظيم، وأنها تجبر ما قد يطرأ على الفرائض من نقص، ولكنها في الوقت نفسه لا تجزي عن الصلاة الفائتة مهما كان الإكثار منها.