أسئلة عديدة تشغل أذهان المسلمين حول الأماكن الصحيحة التي يمكن تأدية الصلاة داخلها دون أن تفسد صحة صلاته أو تنقص ثوابها، حتى يتمكن المسلم من الحصول على كامل فضلها، ويأتي على رأسها السؤال حول «هل يجوز الصلاة في الأماكن المخصصة للألعاب والاستحمام وغرف تغيير الملابس؟».
ودائما ما تقوم دار الإفتاء بالإجابة على تلك الأسئلة المحيرة التي تشغل اهتمام المسلمين في مختلف أنحاء العالم، المتعلقة بالأحكام الدينية وتعاليم الشريعة الإسلامية، وهو ما أوضحته الصفحة عبر موقعها الرسمي.
هل يجوز الصلاة في الأماكن المخصصة للألعاب والاستحمام؟
وورد سؤال إلى دار الإفتاء يفيد بأن بعض الأعضاء داخل أحد الأندية الرياضية يقومون بأداء صلاة الجماعة في بعض الأماكن المخصصة للألعاب والاستحمام وغرف تغيير الملابس، مما جعل البعض يتساءل عن جواز صلاة الجماعة في هذه الأماكن.
وأشار السؤال إلى أن بعض مرتادي هذه الأماكن يقومون بارتداء الملابس الرياضية وملابس الاستحمام، كما يقوم البعض الآخر بالثرثرة وتبادل الأحاديث غير الملائمة لجلال الصلاة، علمًا بأن للنادي مسجد كبير للصلاة وزاويتان مجهزتان على مستوًى عالٍ، ولا تبعد أي منهما عن أي مكان في النادي سوى القليل من الأمتار، مطالبا بالإفادة عن جواز صلاة الجماعة في هذه الأماكن درءًا للخلافات ونبذًا للفتنة داخل النادي.
وأجابت «الإفتاء»، عبر موقعها الرسمي، أن الصلاة تصح سواء كانت صلاة الجماعة أو الصلاة الفردية في أي مكان على الأرض، وذلك في حالة إذا لم تكن الأرض مغصوبة أو توجد عليها نجاسة يباشرها جسد المصلي أو ثيابه، ولم تكن مقبرةً.
واستدلت دار الإفتاء بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا»، هذا من ناحية صحة الصلاة، أما بالنسبة للشخص الذي يصلي في أجواء من الضجيج، ربما يصعب عليه جمع قلبه على صلاته، والأصل أن الصلاة في المسجد أفضل في الأجر من الصلاة في غير المسجد ببضعٍ وعشرين درجة، ولكن إذا كان المسلم مخيرًا بين الصلاة في المسجد أو عدم الصلاة أصلا لبعد المسجد أو لكسلٍ طرأ على المصلي أو لخوفه من خروج الصلاة عن وقتها أو خشية من خطر على حياة إنسان أو حيوان محترم أو على مال محترم، أو إذا كان المصلي يُحب الصلاة خارج المسجد لتشجيع غيره من المسلمين على صلاةٍ لولا صلاتُهُ معهم لَتَرَكُوهَا؛ كصلاة الرجل بأهل بيته أو الأستاذ مع طلبته أو المدرب مع المتدربين؛ ففي مثل هذه الأحوال تكون الصلاة خارج المسجد مثل أو أفضل من الصلاة فيه.