يجلس المسلم على قدميه واضعًا يديها عليها بالقرب من ركبتيه، تلك الهيئة التي يظهر عليها المصلي أثناء التشهد، إلا أن البعض يحرك إصبع السبابة من يده اليمنى أثناء ذكر الشهادتين فقط، وآخرون يرفعون ذات الإصبع في كلتا اليدين، وغيرهم يحركون إصبع اليد طوال فترة التشهد.
تضارب طريقة تحريك الإصبع أثناء التشهد، طرق الباب أمام عدة أسئلة لدى المسلمين الذين يسعون للصلاة على أكمل وجه دون تقصير للحصول على ثوابها كاملا، بينها حكم تحريك الإصبع خلال التشهد، والطريقة الصحيحة لتحريكه.
الإفتاء توضح حكم تحريك الإصبع
أجاب الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، عن جميع التسؤالات المحيرة، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، قائلا أن جميع الفقهاء اتفقوا على أن إشارة المصلي بإصبعه السبابة من يده اليمنى خلال التشهد في الصلاة من سنن الهيئات.
واستدل مفتي الجمهورية بحديث ورد عن النبي: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ فِي الصَّلَاةِ، جَعَلَ قَدَمَهُ الْيُسْرَى بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ، وَفَرَشَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ (أي السبابة)».
طريقة تحريك الإصبع أثناء التشهد
اختلف الفقهاء في الطريقة الصحيحة لتحريك الإصبع أثناء التشهد، فبحسب «الحنفية»، إن المصلي يقبض إصبعي الخنصر والبنصر في راحة كفه اليمنى، ويجعل رأس الوسطى مع الإبهام عند المفصل الأوسط منه كحلقة مدورة، ويرفع السبابة ناصبًا إياها مشيرًا بها عند قوله «لا إله» دون تحريكها، ثم يقبضها عند قول «إلا الله»، ويظل قابضًا هكذا حتى يُسَلِّم من الصلاة، بينما رجح المالكية تحريك الإصبع باستمرار من أول التشهد حتى نهايته، من خلال قبض الخنصر والبنصر والوسطى في راحة كف اليد والقبض عليهم بالإبهام.
وقال الشافعية، إن الإشارة بالإصبع، تكون عند قول «إلا الله» إلى آخر التشهد من غير تحريكها، ويُمِيلُها قليلًا، ويضم باقي أصابعه، بينما الحنابلة رجحوا رفع الإصبع عند ذكر لفظ الجلالة «الله» في كل التشهد دون تحريك، ويضم جميع الأصابع، وجميع تلك الاختلافات في الأفضلية ولا مانع شرعي من الأخذ بأي هيئة منها.